
(جنيف ، 3 أغسطس 2018) - في 31 يوليو 2018 ، قضت محكمة إسرائيلية بسجن الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور لمدة خمسة أشهر إضافة إلى ستة أشهر أخرى بالسجن مع وقف التنفيذ بتهمة "التحريض على العنف" و "دعم المنظمات الإرهابية " بسبب قصائدها الشعرية ونشاطها في وسائل التواصل الاجتماعي.
وبما أن طاطور قد قضت ثلاثة أشهر في السجن فمن المرتقب احتجازها الشهرين المتبقيين، بدءاً من 8 أغسطس 2018. وقالت محاميتها ، غابي لاسكي، إن طاطور عزمت على الطعن في الحكم وفي عقوبتها السجنية.
وُضعت طاطور قيد الإقامة الجبرية منذ 13 يناير 2016 تاريخ انتهاء احتجازها السابق للمحاكمة، وظلت ملزمة بحمل سوار إلكتروني في كاحلها إضافة إلى حرمانها من الوصول إلى الإنترنت.
ولأن متابعتها انطلقت بسبب ممارستها لحقها في حرية التعبير، فقد التمست الكرامة، في 15 ديسمبر 2017، التدخل العاجل لدايفيد كاي، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير. وجددت الكرامة مخاطبتها للخبير الأممي في 2 أغسطس 2018 ملتمسة منه حث السلطات الإسرائيلية على وضع الإفراج عن طاطور فوراً دون قيد أو شرط.
قضية دارين طاطور
في الساعات الأولى من صباح يوم 11 أكتوبر 2015، اقتحمت شرطة الناصرة ترافقها وحدة من شرطة الحدود الإسرائيلية، منزل طاطور، وألقت القبض عليها دون تقديم مذكرة اعتقال أو تبرير للأسباب.
ثم أُجبرت في الحجز على التوقيع على محضر التحقيق دون السماح لها بالاطلاع عليه. ظلت طاطور تجهل التهم الموجهة لغاية 2 نوفمبر 2015 ، عندما اتهمتها محكمة الصلح في الناصرة بـ "التحريض على العنف" و "دعم المنظمات الإرهابية" استنادا إلى شعرها ونشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي.
في 3 أكتوبر نُشرت قصيدة "قاوم يا شعبي قاومهم" لدارين طاطور على يوتيوب وفيسبوك. و أثناء محاكمتها التي انطلقت في 13 أبريل 2016، ناقش الادعاء والدفاع ترجمة مقاطع معينة من القصيدة.
في القصيدة ، استخدمت "طاطور" كلمة "شهيد" التي ادعت النيابة العامة أنها تشير إلى الفلسطينيين الذين قُتلوا أثناء تنفيذ الهجمات على الإسرائيليين. إلا أن الدفاع أوضح أن هناك خطأ في ترجمة القصيدة، وأن الكلمة تستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين قُتلوا بلا سبب.
تطرقت دارين في قصيدتها إلى عدد من حالات قتل فلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين الإسرائيليين، كهديل الهشلمون، 19 عاما، التي قامت مجموعة من الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار عليها أمام الملأ عند نقطة تفتيش في الخليل في سبتمبر 2015. وحالة الرضيع علي الدوابشة ذي 18 شهرا، والذي قضى نحبه حرقا منتصف ليلة 31 يوليو 2015، بعد هجوم قام به مستوطنون إسرائيليون على بيت والديه سعد ورهام الذين لقيا حتفهما أيضا، ولم يسلم إلا أخوه أحمد البالغ من العمر أربع سنوات.
وقالت دارين في فيديو نشرته قناة A+J على يوتيوب في سبتمبر 2016 "القصيدة تحكي عن قضية إنسانية نعيشها كل يوم، لكن القصيدة للأسف ترجمت بطريقة خاطئة، وهكذا تحولت من قصيدة إنسانية إلى تحريض حسب القوانين الإسرائيلية".
تهم تنتهك الحق في حرية التعبير
تشير لائحة الاتهام ضد دارين طاطور إلى منشور على فيسبوك في 4 أكتوبر 2015 مفاده أن 'حركة الجهاد الإسلامي تعلن في بيان لها استمرار الانتفاضة في كل أنحاء الضفة الغربية"، إضافة إلى نشرها صورة لإسراء عابد المرأة الفلسطينية التي أطلق ضباط الأمن الإسرائيليون النار عليها في محطة الحافلات بالعفولة، وكتبت تحتها 'سأكون أنا الشهيدة القادمة'.
تدخل المضايقات القضائية للشاعرة طاطور في سياق الاعتقالات المتزايدة للفلسطينيين بسبب نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالفعل، منذ عام 2015، تم توقيف 280 فلسطينياً بسبب نشرهم أو التعبير عن "إعجابهم" بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي.
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم: 0041227341008