وفي الوقت الذي تعرب الكرامة عن بالغ قلقها على سلامة السيد شائع وتحمّل السلطات اليمنية المسؤولية عن حياته والكشف فوراً عن مصيره، فإن منظمتنا تؤكد عزمها التوجه بنداء عاجل إلى أليات الأمم المتحدة تطلب التدخل بهذا الشأن.
وأفاد شهود لمندوب الكرامة في صنعاء بأن أربعة مسلحين بثياب مدني، يستقلون سيارة من نوع "هايلوكس - غمارتين"، ألقوا القبض على الصحفي عبدالإله حيدر شائع عند الساعة التاسعة مساء، بينما كان رفقة أحد زملائه الصحفيين في شارع حدّة جوار المطعم الصيني وسط العاصمة صنعاء.
وأوضح الشهود بأن الخاطفين ترجلوا من السيارة، وأشهروا أسلحتهم الرشاشة "كلاشنكوف ومسدس" في وجه السيد شائع، واقتادوه تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة.
وقالوا إن الخاطفين لم يظهروا أي أوامر قضائية بالاعتقال، كما لم يكشفوا عن هويتهم، ولكن يتبين أنهم يتحدثون بلكنة بدوية، وأنهم تعاملوا مع السيد شائع بصورة مهينة واعتدوا عليه بالضرب وأجبروه على ركوب السيارة التي كانت تقلهم، كما صادروا جهاز كمبيوتره المحمول.
وحول معلومات السيارة التي استخدمها الخاطفون، أوضح شهود الواقعة بأن السيارة كانت مغطاة بالتراب وأن لوحة الرقم كانت مغطاة بالطين أيضاً، وذلك بسبب الأمطار التي تشهدها العاصمة صنعاء منذ يومين، وهو الأمر الذي حالَ دون إمكانية تدوين رقم لوحة السيارة.
واعتادت عناصر المخابرات اليمنية، خاصة أفراد جهاز الأمن القومي، على ممارسة عمليات الخطف بلباس مدني من الشارع بدون أي أوامر قضائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحفيين المعارضين، كما حدث من قبل في قضية الصحفي محمد المقالح، الذي كانت الكرامة تدخلت بشأنه.
ويعد الصحفي عبدالإله حيدر شائع (32 سنة) من أبرز الصحفيين المتخصصين في شؤون الجماعات الإسلامية في اليمن، ويقيم في منطقة التحرير بالعاصمة صنعاء، وهو متزوج، ويعمل صحفياً وباحثاً في وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، وقد تمكن من إجراء مقابلات صحفية مع قادة ما يسمى (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) ونشرت تلك المقابلات على نطاق واسع في الصحف المحلية والعالمية، ويستضاف السيد شائع في الكثير من برامج التلفزة ووسائل الإعلام للحديث عن الأوضاع في اليمن، وتعتبره الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوربية أحد أبرز الصحفيين المتخصصين في قضايا الأمن والجماعات الإسلامية في اليمن.
ويتمتع الصحفي شائع بشهرة واسعة في الأوساط الصحفية في اليمن وخارجه، وله مساهمات إعلامية وبحثية متميزة، ويعرف عنه أسلوبه العلمي والموضوعي وله آراء علنية ينتقد فيها السياسات الأميركية في المنطقة العربية واليمن، خاصة تلك السياسات التي تتبعها واشنطن في سياق الحرب على ما يسمى "الإرهاب".