Skip to main content
ناصر الهواري

أبلغ الكرامة الناشط الليبي نصر فتح الله منصور المعروف باسم ناصر الهواري عن تمكنه من الإفلات من قبضة عناصر قوات الردع في طرابلس بعد ساعات من القبض عليه على يد عناصر المباحث الجنائية ومحاولة تسليمه للسلطات التابعة للواء حفتر في بنغازي شرق البلاد بتهمة اقتراف جرائم إلكترونية.

تفاصيل الاعتقال

وأوضح الناشط الحقوقي الهواري للكرامة بعد وصوله إلى مكان آمن أنه اختطف يوم الاثنين 29 يناير الفائت 2023 عند الساعة الثالثة والنصف عصرًا على يد عناصر مسلحة من المباحث الجنائية بزي مدني لم يظهروا أي أمر بالقبض واقتادوه في البداية إلى المقر الرئيسي لجهاز المباحث الجنائية في طرابلس قبل تسليمه إلى مكتب النائب العام في المدينة. 

يضيف الهواري أنه رغم مطالباته المتكررة للمسؤولين بمكتب النائب العام السماح له بإبلاغ أسرته لكنهم ظلوا يماطلونه ولم يتمكن من الاتصال بأسرته كما حرموه من علاج السكري حيث يعاني من مرض السكري.

في اليوم التالي عند حوالى الساعة الثانية ظهرًا ومن دون أي استجواب معه في مكتب النائب العام استدعاه أحد المحققين وهناك تبيّن له أنه سيتم تسليمه لقوات الردع التي ستقوم بتسليمه إلى سلطات بنغازي بموجب قانون الجرائم الإلكترونية على خلفية اتهامات بالنشر في قضايا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، حسب إفادته.

بالفعل سُلّم الهواري لعناصر قوات الردع والجريمة المنظمة الذين اقتادوه إلى خارج مكتب النائب العام في طرابلس تمهيدًا لنقله إلى مقر هذه القوات في قاعدة معيتيقة ومن ثم تسليمه لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على غرار ما حدث لأشخاص آخرين في وقت سابق، حسب رواية الضحية.

يقول الهواري إنه نجح في تغافل عناصر قوات الردع والإفلات منهم ومغادرة ليبيا إلى مكان آمن.

لكن السلطات اعتقلت شقيق الهواري واثنين من رفاقه رهائن لحين تسليم نفسه، قبل أن تطلق سراحهم تباعًا في وقت لاحق.

نداء الكرامة

وكانت الكرامة فور تلقيها بلاغًا من أسرة السيد الهواري وجّهت نداءً عاجلًا إلى الفريق العامل المعني بحالات الإخفاء القسري، والمقرر الخاص المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، تطلب تدخلهما بهذا الشأن.

والسيد ناصر الهواري يبلغ من العمر 51 عاما، ويرأس منظمة ضحايا لحقوق الإنسان، ومؤسس المرصد الليبي لحقوق الإنسان، وقد اضطر للهروب من بنغازي إلى العاصمة الليبية طرابلس، خشية تعرضه للانتقام بسبب نشاطه الحقوقي.

سبق أن تعرض السيد الهواري إلى محاولة اختطاف فاشلة في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2023 بتحريض من القوات الموجودة في المنطقة الشرقية بالخصوص القوات التي يقودها صدام نجل اللواء خليفة حفتر، وذلك بسبب نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان وانتقاده للتجاوزات الخطيرة التي ارتكبها الأخير.

ورغم تقدمه ببلاغ إلى النائب العام حول تعرضه لمحاولات اغتيال ومضايقات، لكن لم يوجّه الأخير بفتح تحقيق أو مباشرة أي أجراء لحماية الضحية.

ويُخشى أن بعض الأجهزة الأمنية في طرابلس تتعامل مع جهات في الشرق الليبي وتسلّمها مطلوبين لها رغم علمها بأن حياتهم ستكون في خطر.