لم يمض شهران على إطلاق سراح الصحفي العراقي المستقل سمير الدعمي، المعروف بسمير عبيد، بعد احتجاز دام شهرين بسبب منشور على الفيسبوك، حتى اعتقلته السلطات العراقية من جديد في الأول من فبراير/شباط 2018. ولم تتوصل عائلة عبيد المعروف بانتقاده الصريح للحكومة، بأية معلومات عنه منذ اختفائه.
اعتقل عبيد، الحامل أيضا للجنسية النروجية، الذي يشارك غالبا في برامج تلفزيونية على قناتي إن آر تي عربية والجزيرة، في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2017 على خلفية انتقاده على فيسبوك لسياسة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حيال الشركات النفطية. ولم يسمح له طيلة شهر بالتوصل بمحام أو بأسرته، وهو ما يرقى إلى الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي.
ونظرا لأن اعتقال عبيد الذي تعزى أسبابه إلى ممارسة لحقه الأساسي في حرية التعبير، خاطبت الكرامة قضيته إلى دايفيد كاي، المقرر الأممي الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير في الأمم المتحدة، معربة عن قلقها عن مصيره والتمست تدخله لدى السلطات العراقية لطلب الإفراج الفوري عنه. وفعلاً أطلق سراحه في 12 ديسمبر/كانون الأول 2017، وتم إسقاط التهم الموجهة إليه.
وفي مطلع فبراير/شباط، كان سمير عبيد مسافراً بسيارته إلى النجف لزيارة أقاربه، عندما اعتقله جهاز المخابرات الوطني العراقي من دون أمر قضائي عند نقطة تفتيش في الضاحية الجنوبية لبغداد، واقتيد إلى جهة مجهولة.
كانت زوجته وبعض أقاربه مسافرين معه وشهدوا حادثة الاعتقال، لذلك فهم يعتقدون أنه محتجز حالياً في مقر جهاز المخابرات الوطني العراقي في بغداد. ولا يخفون قلقهم على حالته الصحية، لاسيما أنه يعاني من فقر مزمن في الدم.
اعتقال واختفاء عبيد للمرة الثانية يزيد من مخاوف الكرامة حول مصيره، لذلك فقد رفعت قضيته إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالالت الاختفاء القسري في 5 فبراير/شباط 2018، ودعت الخبراء المعنيين للتدخل العاجل لدى السلطات العراقية وطلب إبلاغ أسرته عن مصيره ومكان تواجده والإفراج الفوري عنه.
تؤكد إيناس عصمان، المسؤولة القانونية الإقليمية في الكرامة، قلق المؤسسة إزاء "اختفاء عبيد القسري بدوافع السياسية" وترى في ذلك "محاولة سافرة من قبل السلطات العراقية لكتم أحد الأصوات المعارضة". وتضيف: "يجب على السلطات العراقية الإفراج الفوري عن عبيد أو على الاقل إبلاغ عائلته بمكان وجوده ووضعه تحت حماية القانون".
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني: media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم: 0041227341008