تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
muntadharalzaidi توجهت الكرامة بمذكرة  إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب تلتمس منه التدخل العاجل لدى السلطات العراقية بشأن وضعية الصحفي العراقي، السيد منتظر الزيدي، الذي ألقي عليه القبض من قبل مصالح الأمن بسبب  إلقاءه فردتي حذائه في اتجاه الرئيس الأمريكي، تعبير عن احتجاجه على سياسته في العراق، وتم ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم 14 كانون / ديسمبر 2008.

ويبلغ السيد منتظر الزيدي 29 سنة من العمر، وهو أعزب،  ويقيم في بغداد، ويشتغل صحافيا، ومراسلا لقناة تليفزيونية عراقية خاصة، البغدادية، وقد حضر المؤتمر الصحافي الذي عقد الرئيس الأمريكي بصفته تلك، وتجدر الإشارة أن بوش كان في ذلك اليوم، يقوم بزيارة مفاجئة للعراق.

وبهذه المناسبة قام السيد الزيدي، في رد فعل على تصريحات هذا الأخير، برمي فردتي حذائه في اتجاه الرئيس بوش وهو يهتف "هذه هي قبلة وداع، أيها الكلب"

وقد تم القبض على السيد الزيدي فورا من قبل أجهزة الأمن الذين اقتادوه إلى جهة مجهولة، مع العلم أن عملية الاعتقال هذه جرت بمنتهى الوحشية وتمكن المصورون الحاضرون من تصوير أطوارها،  ويمكن مشاهدة صور الحدث ومجريات الاعتقال المباشر على موقع التالي:

http://fr.youtube.com/watch?v=i7xTD2VYfD4

ومباشرة بعد إلقاء القبض عليه، حاول أفراد أسرته تحديد مكان اعتقاله، لكن دون جدوى.

ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها الكرامة من قبل أسرة السيد الزيدي، لم يسمح لهم بزيارته ولم يتمكن من لقاء أي محام، ولا تزال أسرته حتى الآن تجهل أين يوجد، وما هي المصالح الحكومية التي تعتقله.

وأكد متحدث باسم مجلس القضاء الأعلى أن السيد الزيدي تم عرضه في  19 كانون الأول/ديسمبر أمام قاضي التحقيق وانه سوف يظل محتجزا حتى يكمل القاضي التحقيق، غير أنه تعذر على أقاربه التأكد من وجود إجراء قانوني ضده ويجهلون أمام أي هيئة قضائية تم تقديمه. أنظر :

(http://english.aljazeera.net/news/middleeast/2008/12/2008121618330140949.html).

وعلى الرغم من هذا التكتم حول مكان اعتقاله وحالته الصحية، علمت أسرة الصحفي المعتقل، عن طريق عدة شهود عيان أنه يعاني من إصابات عديدة وخطيرة بعد إلقاء القبض عليه، وأنه أصيب على وجه الخصوص بكسور في الأضلع، وكسر في اليد وإصابة في العين والفخذ.

وأمام هذا الوضع الخطير، يعرب أقارب السيد الزيدي عن بالغ قلقهم، من أن يتعرض ابنهم للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة، وهو قلق يجد ما يبرره، كونه لا يزال معتقلا سرا دون إمكانيته الاتصال بالعالم الخارجي.

وما يدعو للأسف الشديد، أن المعاملة التي يتعرض لها السيد الزيدي، ليست حالة معزولة، حيث أن ممارسة التعذيب لا تزال واسعة الانتشار في البلاد، وهي ممارسة تجد تشجيعا رسميا بفعل إفلات الجناة والمسؤولين عن الجرائم من العقاب، سواء كان الجناة عراقيين أو أعضاء ضمن قوات الاحتلال الأجنبية.