تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ألقي القبض على كل من عمر جاسم، وحسين منصور، وعدي منصور في 25 شباط/ فبراير 2009 في منزل هذا الأخير، ومنذ ذلك الحين انقطعت أخبارهم عن أسرهم. وثمة علاقة تربط الأشخاص الثلاثة بالنائب محمد الدايني، الذي اختفى هو نفسه، منذ 26 شباط/ فبراير 2009.
وكانت الكرامة تقدمت بشكوى في 13 أيار/ مايو 2009 إلى فريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري، وطلبت منه التدخل العاجل لدى السلطات العراقية بشأن قضية هؤلاء الأشخاص الثلاثة. وفي 14 أيار / مايو، توجهت الكرامة بشكوى بشأن القضية ذاتها، إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب.

السيد عمر جاسم إبراهيم، من مواليد 1989، طالب، ويقيم مع عائلته في محافظة ديالى القريبة من بغداد، وهو شقيق رياض إبراهيم جاسم، الذي اختفى هو أيضا، وسبق للكرامة أن قدمت بشأنه شكوى إلى فريق العمل نفسه، في 8 أيار / مايو 2009، وهو أيضا ابن شقيق السيد الدايني.

السيد عدي حسن منصور، ولد في عام 1981، طالب جامعي، ويقيم في بغداد، وهو ابن عم السيد الدايني، وقد ألقي القبض على الأشخاص الثلاثة في منزل هذا الأخير.

السيد حسين غطوف منصور، ولد في عام 1971، ويعمل لحسابه الخاص، من سكان محافظة ديالى، وهو شقيق السيد الدايني.

وبحسب شهادات أفراد الأسرة الذين كانوا متواجدين بعين المكان لحطة وقوع الحدث، فقد ألقي القبض على الأشخاص الثلاثة في 25 شباط/ فبراير 2009 على الساعة السادسة مساء، وتم ذلك على أيدي أفراد من الجيش، من داخل منزل السيد عدي حسن منصور الذي كان دعا الشخصين الآخرين لتناول معه العشاء، فقام عناصر من الجيش الذين كانوا يبحثون عن أفراد من أسرة السيد الدايني، بتطويق المنطقة، وتفتيش كل بيت. وعند وصولهم إلى بيت أسرة منصور، ألقوا القبض على الأشخاص الثلاثة، ووضعوا قناعا على رأس كل واحد منهم وقيدوا أيدهم، تماما كما فعلوا أثناء إيقاف السيد رياض جاسم ابراهيم، في 11 شباط/ فبراير.

كما تعرض، والد السيد الدايني، السيد غطوف منصور عنبر، الطاعن في السن، إذ يبلغ 85 سنة من العمر، والذي كان حاضرا في مكان الحادث، إلى نفس المعاملة، فاقتيد الأشخاص الأربعة على متن سيارة عسكرية من طراز همفي، إلى جهة مجهولة.

وأفاد السيد غطوف منصور عنبر الذي أطلِق سراحه بعد يومين، بأنه تعرض لسوء المعاملة أثناء احتجازه، لكنه لم يتمكن من معرفة مكان احتجاز الأشخاص الثلاثة الآخرين، نظرا لفصل أفراد المجموعة عن بعضهم البعض أثناء مسافة الطريق، غير أنه من المرجح أن يكون مكان الاحتجاز في المنطقة الخضراء في بغداد.

وبذلت عائلات المفقودين الثلاثة كافة المساعي الممكنة، لمعرفة مكان احتجازهم، غير أن السلطات العراقية تستمر في رفضها تقديم أي معلومات عن مصيرهم.

وتجدر الإشارة أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة تم إلقاء القبض عليهم في نفس الوقت مع عدد آخر من أفراد عائلة السيد الدايني، ثم اختفت آثارهم منذ ذلك الحين. وفي ضوء ذلك، تعتزم الكرامة إحالة القضايا الأخرى على هيئات الأمم المتحدة.

ولا شك، أن هذه سبب هذه الاعتقالات مرتبط ارتباطا وثيقا بأنشطة السيد الدايني، الذي كرس نفسه، بشكل كبير، للبحث وتوثيق حالات انتهاك حقوق الإنسان التي ترتكبها القوات العسكرية المتعددة الجنسيات ومصالح الحكومة العراقية.

ولذلك فإنه من الواضح أن الأمر يتعلق بحالة من حالات الاختفاء القسري. وبناء عليه، تطالب الكرامة من فريق العمل التدخل العاجل لدى السلطات الحكومية العراقية، لحثها على إطلاق سراح عمر جاسم، وعدي منصور، وحسين ومنصور في أقرب آجال، أو وضعهم تحت حماية القانون.