وجهت الكرامة مطلع يونيو/ حزيران الجاري 2023، نداءً عاجلاً إلى لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري بشأن الدكتور محمد علي عبد الله الجزولي الذي اختطفته قوات الدعم السريع في السودان واقتادته إلى جهة مجهولة، قبل أن تجبره على الإدلاء باعترافات مصورة تحت الإكراه، يدين فيها نفسه بالانتماء لتنظيم الدولة "داعش"، دون أن تسمح له بالاتصال بأسرته أو معرفة مكان احتجازه، في سلوك ينمّ عن ازدراء للقانون وانتهاك صارخ لكرامة الضحية وحقوقه الأساسية.
والدكتور الجزولي البالغ من العمر 49 عاما ناشط سياسي ورئيس حزب دولة القانون والتنمية، اعتقل في وقت سابق، ثم أطلق سراحه في أعقاب شكوى قدمتها الكرامة أمام الإجراءات المعنية بالأمم المتحدة.
اعتقل الدكتور محمد علي الجزولي يوم 17 مايو/ أيار عند قرابة الساعة الثالثة عصرًا من مدينة أم درمان حي الثورة الحارة 38، حيث دهمت المكان قوة مكونة من أربع عربات دفع رباعي تابعة لقوات الدعم السريع يستقلها عدد من الجنود، رغم أنها منطقة خاضعة لقوات الجيش، كما اعتقل معه خمسة أشخاص آخرون، هم: عقيل نعيم (صاحب المنزل)، مجاهد العباسي، خالد جاسم، الشيخ نعيم.
وتحظى قوات الدعم السريع بدعم دولة الإمارات العربية المتحدة، في سياق دعم أبو ظبي العديد من الجنرالات العسكرية وأمراء الحرب في المنطقة العربية بغرض قمع المعارضة السلمية والقوى الإسلامية التي انخرطت في ثورات ما عرف بالربيع العربي، فضلا عن منافع اقتصادية مشتركة، حيث يحظى مستثمرون إماراتيون بنصيب كبير من اتفاقيات التنقيب عن الذهب والمعادن المصاحبة في المناطق الخاضعة لقوات الدعم السريع.
ومنذ لحظة اعتقال الدكتور الجزولي لم يسمح له بأي اتصال بالأسرة ولم يعرف مكان احتجازه مع رفاقه، حتى ظهر عبر مقطع فيديو بثته قوات الدعم السريع التاسعة مساء من يوم الثلاثاء 23 مايو/ أيار، تظهر عليه آثار التعب ويدلي باعترافات تحت الإكراه بانتمائه لتنظيم الدولة "داعش"، وهو الأمر الذي أثار استغراب الكثير من الأوساط السودانية، خاصة مع معرفتهم بتوجهات الدكتور الجزولي السياسية السلمية ورفضه ثقافة العنف وإيمانه بالعمل السلمي.
تذكّر الكرامة بأن الإخفاء القسري يعد جريمة ضد الإنسانية وله تبعات قانونية بحق القوات التي تمارس هذه الجريمة، كما تضع قادة هذه القوات تحت طائلة المساءلة القانونية والمحاسبة.
اعتقال سابق
اعتُقِل الدكتور الجزولي في وقت سابق بتأريخ 14 يوليو/ تموز 2020 خارج منزله من قبل عدد من عناصر الأمن بملابس مدنية ومدججين بالسلاح، دون مذكرة توقيف، ثم اقتيد إلى مقر المخابرات بالخرطوم.
وفي 4 فبراير/ شباط 2022، خاطبت الكرامة فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاعتقال التعسفي بشأن هذه القضية.
وفي تأريخ 7 أبريل/ نيسان 2022، تأكدت الكرامة من إطلاق السلطات السودانية سراح الجزولي مع ثلاثة معتقلين سياسيين آخرين.