تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Prisonerراسلت الكرامة الفريق العامل المعني بالاعتقال التعسفي التابع للأمم المتحدة، بتأريخ الثلاثاء 12 فبراير/ شباط 2013، بشأن السجين اليمني نبيل مقبل عبدالله السُّلمي، المحتجز في سجون المملكة منذ الخامس من يوليو/ تموز 2009.


وكانت عناصر أمنية تابعة للمباحث العامة السعودية داهمت منزل السيد نبيل السلمي في حي المنار بالرياض، من غير ان تظهر أي مذكرة اعتقال أو إذن بالقبض أو التفتيش، حيث قامت تلك القوة بتفتيش المنزل واقتادت الضحية إلى جهة مجهولة، تبين بعد أسبوع من القبض عليه بأنه محتجز في سجن الحائر، حينها سمح له الاتصال بأسرته وإبلاغهم بمكان احتجازه.
السيد نبيل مقبل عبدالله السُلمي يبلغ من العمر 36 سنة وهو أب لثلاثة أطفال، وكان يقيم مع أسرته في أحد أحياء مدينة الرياض، بصورة قانونية منذ فترة طويلة. ووفقاً لأسرته، اقتيد السيد نبيل السلمي فور اعتقاله مباشرة إلى سجن الحائر في الرياض لمدة سنة و8 أشهر، ثم نقل إلى سجن ذهبان في جدة واحتجز فيه لمدة شهرين تقريباً، قبل أن ينقل إلى سجن الطرفية في القصيم.
ومنذ 8 أشهر مضت، ينتظر السلمي لحظة خروجه من سجن الطرفية بالقصيم، بعد صدور حكم بحقه منتصف يونيو 2012، قضى بصرف النظر عن كل الاتهامات التي حبس على خلفيتها، حيث برأه منطوق الحكم، إلا أنه في ذات الوقت بدا متناقضاً كونه حكم عليه بأحكام حبس مجموعها عام ونصف، فيما كان الشاب قضى زهاء الثلاثة أعوام في السجن.
وكان السيد نبيل السلمي قضى لمدة شهرين في أحد سجون جدة قبل أن ينقل إلى سجن الطرفية بالقصيم، حيث تعرض هناك للتعذيب ما أدى لكسر في إحدى فقرات ظهره ما يزال يتكبد معاناتها الصحية حتى اللحظة في السجن.
معاناة أسرة "نبيل" لم تتوقف حد احتجازه واستمراره حتى اليوم رغم صدور حكم يقضي بإطلاقه، بل امتدت لتطال اثنين من أشقائه، فأحدهما رُحل إلى اليمن قسراً، والآخر ما يزال معتقلاً في أحد سجون المملكة.
وبحسب المعلومات المتوفرة لدى الكرامة فإن "نبيل" تعرض للتعذيب وسوء معاملة بداية اعتقاله، وكان يحرم من النوم لساعات طويلة، قبل الاعتداء الذي وقع له وعدد كبير من نزلاء سجن الطرفية في عيد الفطر، والذي تسبب له في إصابة في عموده الفقري.
وتقول أسرة "نبيل" أنه اعترض على منطوق الحكم، خصوصاً وأنه بدا متناقضاً حين قضى ببراءته وصرف النظر عن اتهامات المدعي العام بحقه ثم قرر عقوبات بحبسه في نفس الوقت، باعتبار ذلك مخالفة لمبدأ العدالة "لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص"، ولكنه عندما طلب استئناف الحكم، لم ترد المحكمة على طلبه كما هو مقرر خلال شهر من تقديمه، ناهيك عن بقائه في السجن حتى اليوم، دون معرفة تاريخ محدد لإطلاق سراحه أو مواصلة محاكمته.
في وقت تعيش فيه أسرته أوضاعاً مأساوية لعامها الثالث على التوالي في بلاد الغربة بعيداً عن ذويهم، وعائلهم الوحيد معتقلاً إلى أمد غير محدد.