تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تحديث

10 أغسطس 2012

توصلت الكرامة اليوم بأنباء تفيد بأن السلطات السعودية أطلقت سراح السيدة حنان السمكري وأبنائها الثلاثة في التاسع من شعبان 1433 الموافق 29 يونيو 2012.

الأطفال الذين شاركوا أمهم محنتها لا يتجاوز عمر أصغرهم "عبد الرحمن" الأربع سنوات. جاء هذا الإفراج بعد زهاء سنتين من الاعتقال التعسفي دون أية إجراءات قانونية .

السعودية: اعتقال طفل دون الخامسة وأختيه القاصرات

04 أكتوبر 2011

تعتقل السلطات السعودية منذ ما يزيد على تسعة أشهر بسجن الذهبان شمال مدينة جدة ثلاثة أطفال، وهم على التوالي عبد الرحمن الجزائري ذي الأربع سنوات وأختيه جنى ثماني سنوات ونمور اثنتي عشرة سنة (وكلهم سعوديو الجنسية) بعدما ألقت عليهم القبض مع والدتهم حنان عبد الرحمن محمد جميل سمكري، بسبب مطالبتها وزارة الداخلية مع نساء أخريات بإطلاق سراح أزواجهن المعتقلين تعسفيا دون أية إجراءات قانونية منذ سنوات عدة.

هاجمت عناصر من مباحث أمن الدولة السعودية بتاريخ 25 ديسمبر 2010 بيت السيدة/ حنان سمكري بحي الزاهر بمكة المكرمة دون إذن قضائي أو حتى إبداء الأسباب، وسحبوها عنوة بمعية أطفالها القاصرين بعدما فتشوا البيت واحتجزوا الهواتف والحواسيب ومبالغ مالية. ولم يعلم أقاربهم بمكان تواجدهم إلا بعد مرور أكثر من شهرين بعدما تم ترحيلهم إلى سجن الذهبان التابع لمباحث أمن الدولة حيث يعتقل سجناء الرأي والأشخاص المتهمون بالإرهاب.

ويقضي الأطفال وأمهم على السواء حبسهم تحت التعذيب النفسي والجسدي في زنزانة محروسة بكاميرات مضاءة بالأنوار الكاشفة على مدار أربعة وعشرين ساعة دون حرمة أو الحق في نوم هادئ. وتلجأ حارسات السجن إلى أخذ الأطفال من أمهم للضغط عليها خلال ساعات متأخرة من الليل ثم يعيدونهم إليها بعد ساعات وأحيانا بعد أيام وهم في حالة نفسية وعصبية كارثية.

وكانت السيدة/ حنان سمكري وأسرتها تعاني مثل الآلاف من العائلات السعودية من غياب الزوج أو الأب أو الابن أو الأخ بسبب اعتقاله تعسفيا في غياهب السجون السعودية دون أية إجراءات قانونية. وعزمت مثل المئات من النساء اللواتي يقاسمنها وضعيتها على النضال من أجل وضع حد لمأساتهن، مطالبات السلطات السعودية بمحاكمة أو إطلاق سراح أقاربهن. فصارت تنسق مع بقية النساء لتنظيم الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية أمام مقرات وزارة الداخلية في مدن المملكة. وتبقى التهم الموجهة إلى السيدة حنان غامضة، لكن السلطات السعودية تؤاخذها دون شك على نضالها من أجل إطلاق سراح زوجها وبقية المعتقلين تعسفيا.

ولا تخفي الكرامة قلقها عن حالة السيدة حنان ووضعية أطفالها القاصرين، المعتقلين في ظروف أقل ما يقال عنها أنها غير مقبولة وشاذة ولا إنسانية وتتعارض مع الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل التي صادقت عليها المملكة العربية السعودية حيث جاء في المادة (37) ""ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية" و ""ألا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية. ويجب أن يجرى اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة". فبدلا من النمو في وسط عائلي ومحيط تشمله السعادة والحب والتمتع بالحماية والرعاية الخاصة كما جاء في الاتفاقية ، نجد عبد الرحمن وجنى ونمور يتعرضون للتعذيب وهم محتجزون في زنزانة صغيرة محرومون من أبسط الحقوق وسط جو من الخوف والرعب.

ورفعت الكرامة اليوم نداءا عاجلا إلى فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي والمقرر الخاص المعني بالتعذيب للتدخل لوضع حد لهذه المأساة، مطالبة السعودية في نفس الآن بإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفيا وعلى رأسهم عبد الرحمن أصغر المعتقلين تعسفيا إن لم يوجد أصغر منه.