علمت الكرامة أن السلطات السعودية أطلقت، الأحد 29 أغسطس/ آب 2020، سراح الداعية اليمني عبد العزيز الزبيري، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الاعتقال والإخفاء القسري.
وكانت الكرامة راسلت، بتأريخ 29 يونيو/حزيران 2020 ، الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري التابع للأمم المتحدة بشأن السيد الزبيري الذي اعتقل من مقر إقامته في مكة المكرمة بتأريخ 20 مايو /آيار 2020.
والسيد عبد العزيز محمد أحمد الزبيري، يبلغ من العمر 60 عامًا، وهو داعية يمني معروف، ورجل أعمال ينتمي إلى حزب الإصلاح، وضابط في الجيش اليمني، ويقيم بمكة المكرمة في السعودية، وجاء اعتقاله بعد أيام من ظهوره في ندوة رمضانية عبر الإنترنت نظمها اتحاد الطلاب اليمنيين في تركيا.
كانت الساعة السادسة صباحًا يوم الأربعاء 20 مايو/ أيار 2020 عندما دهمت منزله في حي العزيزية بمكة المكرمة قوة أمنية، تضم عناصر بزي الشرطة وآخرين بثياب مدني، أثاروا فزع أسرته، وألقوا عليه القبض ثم اقتادوه من بين أهله وأولاده إلى جهة غير معلومة، كما أخذوا هواتف الجميع، وفتشوا مكان إقامتهم ولم يخبروهم عن سبب الاعتقال، ولم يظهروا أي إذن أو مذكرة اعتقال صادرة عن جهة قضائية، لم يسمح له حينها بالاتصال بأسرته، وعندما ذهبت للبحث عنه في أقسام الشرطة بمكة المكرمة أُنكر وجوده، وهو ما أثار مخاوف أسرته من إساءة معاملته.
وفي أعقاب مراسلة الكرامة للفريق الأممي المعني بحالات الإخفاء القسري سُمح للزبيري بالاتصال لمرة واحدة بأسرته، لكنه ظل رهن الاعتقال حتى أطلق سراحه مؤخرًا.
يقول المدير القانوني للكرامة المحامي رشيد مصلي: "إن حالة السيد عبد العزيز الزبيري مثال صارخ لاستمرار سياسات هدر الضمانات الأساسية لضحايا الاعتقالات في السعودية، وغياب أي إجراءات قانونية بحق الموقوفين"، مشيرًا إلى أن "حملات الاعتقال باتت تطال مؤخرًا ناشطين وشخصيات يمنية مؤيدة للحكومة اليمنية المعترف بشرعيتها، والتي تدّعي السعودية أنها تدخلت عسكريًا في اليمن لدعمها".
بدورها، قالت منظمة سام الحقوقية المتخصصة بالملف اليمني: "إن السعودية نشطت مؤخراً في اعتقال العديد من اليمنيين وإخفائهم قسراً دون تهم محددة أو السماح لهم بالاتصال بأسرهم أو الحصول على مساعدة قانونية، منهم الناشط الحقوقي محمد البُكاري الذي اعتقل في 8 أبريل /نيسان 2020 بعدما نشر تسجيلاً مصورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ثلاثة آخرين اعتقلوا في أواخر مايو /آيار 2020، هم: محمد فضائل واثنان من إخوانه".
وأفادت منظمة سام بأن "اليمنيين المعتقلين والمخفيين قسراً في السعودية فروا من العاصمة صنعاء بعد دخول الحوثيين للعاصمة صنعاء ولجؤوا إلى السعودية خشية الاعتقال من قبل جماعة الحوثي، إلا أنهم للأسف الشديد وقعوا ضحايا الممارسات التعسفية لأجهزة الأمن السعودية".