تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
hawali

في 12 أكتوبر 2020، قدمت الكرامة شكوى إلى اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة للأمم المتحدة (CRPD)، نيابة عن عالم الدين سفر بن عبد الرحمن الحوالي البالغ من العمر 70 عامًا.  في هذه الشكوى، أوضحت الكرامة بأن حياة السيد الحوالي تتعرض لتهديد وشيك وخطير لا يمكن جبره، حيث إن كبار السن المحتجزون معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بفيروس COVID-19.  علاوة على ذلك، ونظراً لاعتقاله التعسفي، طلبت الكرامة من اللجنة الأممية التدخل لإطلاق سراحه فوراً. واستجابة لهذا الطلب، قررت اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في 6 نوفمبر 2020، ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة من قبل السلطات السعودية من أجل تجنب أي ضرر أو مخاطر بحق السيد سفر الحوالي، بما في ذلك الإفراج الفوري عنه.

 خلفية القضية: أعمال انتقامية ضد الحوالي وعائلته لانتقاده ولي العهد
السيد الحوالي هو عالم ديني بارز وأحد رموز الإصلاح السياسي والديني في السعودية، أو ما بات يعرف باسم حركة الصحوة، التي ظهرت في الخمسينيات من القرن الماضي. انتقد المفكرون المنتمون لهذا التيار الفكري بشكل علني ولي العهد محمد بن سلمان بسبب سياساته. استُهدفت حركة الصحوة بالقمع الذي فرضه ولي العهد على حرية التعبير، واعتُقل علماء آخرون من حركة الصحوة، بمن فيهم الإصلاحي سلمان العودة .
واعتقل سفر الحوالي صباح يوم 12 يوليو 2018، عندما اقتحمت قوات أمن الدولة منزل السيد الحوالي وبعد تفتيش المكان، عُصبت عيون السيد الحوالي ونجله إبراهيم البالغ من العمر 34 عامًا واقتيدوا إلى جهة مجهولة. ولم تقدم القوات أي مذكرة توقيف أو تفتيش ولم توضح أسباب الاعتقال. ومع ذلك، أحضروا معهم سيارة إسعاف للشروع في اعتقال السيد الحوالي، مع العلم أن حالته الصحية كانت هشة للغاية ولم يكن قادراً على الحركة.  بعد إلقاء القبض عليه، احتُجز سفر الحوالي في مكان سري ولم يتم تقديم أي معلومات لعائلته عن مصيره ومكان وجوده، مما وضعه في حالة اختفاء قسري.
وتعتقد الكرامة اعتقادًا راسخًا أن اعتقاله، وكذلك اعتقال أخيه وأبنائه، نتيجة مباشرة لانتقاده لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يقود البلاد فعليًا. اعتُقل سفر الحوالي في 12 يوليو / تموز 2018، بعد فترة وجيزة من نشر كتاب بعنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، انتقد فيه خيارات السياسة الدولية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأصدر توصيات بهذا الخصوص.
قبل أيام قليلة من اعتقاله، طلبت منه السلطات الملكية أن يعكس موقفه علانية وأن يعبر عن دعمه لولي العهد، كما طلبوا من أبنائه وشقيقه التنديد علنًا بكتاب السيد الحوالي ومواقفه. كل هذه الطلبات رفضها السيد الحوالي وأقاربه الذين أعربوا عن رفضهم الامتثال.

منذ اعتقاله، لم تتح للسيد الحوالي سوى فرص قليلة جدًا للاتصال بأسرته.  ورغم ضعف الكلام الشديد الذي يعاني منه، حيث أنه لا يمكنه التواصل عبر المكالمات الهاتفية، لم تتخذ السلطات أي تدابير على الإطلاق لتسهيل اتصال السيد الحوالي بأسرته أو بمستشار قانوني.  منذ اعتقاله، سمحت نيابة أمن الدولة بزيارات عائلية بشكل متقطع وتعسفي.
بل إن سوء المعاملة هذا قاسٍ بالنظر إلى أن السيد الحوالي عانى من جلطة دماغية متكررة أدت إلى ضعف دائم في الكلام مما يجعل من المستحيل عليه التحدث وفهم الأمور. كما أنه يعاني من كسر في الحوض وفشل كلوي يتطلب رعاية طبية مستمرة. تدهورت الأوضاع الصحية للسيد الحوالي بشدة بعد اعتقاله مباشرة.  وعلى الرغم من إعاقته وكبر سنه وتدهور صحته، فقد حُرم منذ ذلك الحين من الرعاية الطبية وهو محتجز بمعزل عن العالم الخارجي.
كشكل من أشكال العقاب على انتقاده لولي العهد، يُترك سفر الحوالي عمليا ليموت في الحجز، معزولا عن العالم الخارجي وأحبائه، ويعيش في خوف من المضايقات والتهديدات لأبنائه وشقيقه.

 طلبات الكرامة العاجلة في سياق جائحة كوفيد -19
 في ضوء هذه الحقائق، وبالنظر إلى أن الحالة الصحية للشيخ سفر الحوالي تشكل إعاقة لا تسمح له بالتحدث أو الاعتناء بنفسه، قررت الكرامة إحالة القضية إلى اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
 وسلطت الشكوى الضوء على أن حياة السيد الحوالي تتعرض لتهديد وشيك وخطير يصعب تداركه، حيث إن كبار السن معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمرض حاد بعد الإصابة بفيروس COVID-19.  حذر خبراء الأمم المتحدة من أن "الانتقال الواسع النطاق لـ Covid-19 داخل مؤسسة إصلاحية من المرجح أن يؤدي إلى معدل وفيات مرتفع بشكل غير متناسب Covid-19".  أصدر العديد من خبراء الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية مبادئ توجيهية ودعوا الدول إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع السجناء الذين يعتبر سجنهم غير قانوني أو تعسفيًا بموجب القانون الدولي، بمن في ذلك جميع الأطفال وسجناء الرأي والسجناء الدينيون والسجناء السياسيون".
بالنظر إلى إلحاح قضية السيد الحوالي في الجائحة الحالية، وظروف اعتقاله واحتجازه، طلبت الكرامة من اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التدخل للإفراج الفوري عنه كإجراء طارئ من المملكة العربية السعودية.  وأخيراً، طلبت الكرامة من اللجنة معالجة مسألة الأعمال الانتقامية ضد السيد الحوالي وعائلته مباشرة مع السلطات.  بموجب التزاماتها التقليدية، يجب على المملكة العربية السعودية الإفراج الفوري عن سفر الحوالي وأفراد أسرته ووقف جميع أشكال المضايقة والترهيب ضدهم.

ما تتوقعه الكرامة من اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والسلطات السعودية
من خلال تقديم شكوى إلى اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، أحالت الكرامة القضية إلى أقوى إجراء متاح، حيث صادقت السعودية على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة للاستماع إلى الشكاوى الفردية. عندما يكون الأشخاص المستضعفون بشكل خاص ضحية للاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة، يمكن لممثلي الضحية رفع درجة إلحاح وضعه / وضعه من خلال "تدابير الطوارئ".
 هذه الإجراءات تتطلبها اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إلى السلطات السعودية على سبيل الاستعجال وقبل حتى النظر في وقائع القضية.  بموجب المادة 4 من البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يمكن لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أن تطلب من الدولة الطرف اتخاذ تدابير مؤقتة من أجل تجنب أي ضرر لا يمكن جبره قد يتعرض له صاحب البلاغ في حالة استمرار احتجازه، أثناء قيد نظر اللجنة.
وعلى هذا الأساس طلبت لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من السلطات السعودية، من بين أمور أخرى "ترتيب الإفراج الفوري عنه".  يجب أن يضمن هذا الإفراج سلامة السيد الحوالي ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنب أي مخاطر.  علاوة على ذلك، يجب على الدولة ضمان حصول سفر الحوالي على الرعاية الطبية المناسبة في المنزل أو في أي مؤسسة طبية أخرى قد يختارها.
تؤكد الكرامة أنها ستستمر في ممارسة ضغوطها من خلال الآليات القانونية الدولية حتى يتم إطلاق سراح السيد الحوالي وأفراد أسرته في نهاية المطاف والكف عن سياسيات الاضطهاد بحقهم.