رغم صدور أوامر من قبل هيئة التحقيق القضائية السعودية مؤخراً بالإفراج عن المعتقلين على خلفية محاولة تنظيم مظاهرة سلمية مطلع كانون الثاني/ يناير 2009، إلا أن السلطات التنفيذية بالمملكة العربية السعودية ممثلة بالمباحث العامة ترفض الامتثال لأوامر القضاء، وتصر بصورة تعسفية على احتجاز عدد من الأشخاص حاولوا تنظيم تلك المظاهرة، بينهم السيد خالد سليمان العمير، والسيد محمد العتيبي، اللذين مضى على اعتقالهما ستة أشهر من دون أن يحظى أي منهما بإجراءات قانونية.
يأتي ذلك في وقت تلقت الكرامة أيضاً بلاغات تشير إلى أن عدداً من المعتقلين في سجن الحائر (جناح 12، 13) بالعاصمة السعودية الرياض دخلوا منذ الأربعاء الأول من يوليو الجاري في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على تردي الأوضاع الإنسانية داخل السجن وانقطاع الماء عنهم منذ أيام، ما ضاعف من معاناتهم داخل زنازين الاعتقال، سيما مع ارتفاع درجة الحرارة خلال فترة الصيف.
ويتعرض المعتقلون في السجون السعودية بصفة مستمرة إلى صنوف شتى من التعذيب وسوء المعاملة، ويمثل انقطاع الماء عن معتقلي سجن الحائر هذه المرة واحدة من صور الانتهاك التي تشهدها السجون في المملكة العربية السعودية، فيما يقضي مئات المعتقلين في هذه السجون بدون أي إجراءات قانونية.
وللتذكير فقد قدمت الكرامة من جانبها العديد من النداءات والشكاوى إلى الآليات الأممية تلتمس منها التدخل بشأن ضحايا الإجراءات التعسفية في السجون السعودية، حيث وجهت في 16 كانون الثاني/ يناير 2009 نداءا عاجلا إلى كل من: المقرر الخاص المعني بقضايا التعذيب وفريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي، والمقرر الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير تلتمس منهم التدخل بشأن السيد خالد سليمان العمير (39 سنة)، الذي ألقي عليه القبض في الرياض في الأول من كانون الثاني/ يناير 2009 ظهرا من قبل مصالح المباحث العامة، خلال محاولة تنظيم مظاهرة سلمية وسط الرياض قام بها ناشطون في مجال حقوق الإنسان للاحتجاج على قصف السكان المدنيين من قبل الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
والسيد العمير شخصية بارزة في وسط حركة "الإصلاحيين" التي تدعو، من خلال وسائل سلمية، إلى إدخال إصلاحات سياسية في المملكة. وإلى جانب السيد العمير اعتقلت السلطات السعودية أيضاً في نفس اليوم قيادات إصلاحية أخرى، بينهم السيد محمد العتيبي، في ذات الوقت سارعت سلطات الأمن السعودية إلى قمع أي محاولة لتنظيم اعتصام سلمي لنصرة غزة، في وقت كانت عديد من العواصم الأوربية والعالم تشهد اعتصامات حاشدة للتنديد بجرائم الحرب الإسرائيلية التي وقعت حينها في قطاع غزة بفلسطين.