أطلقت السلطات اليمنية عصر الثلاثاء 23 يوليو/ تموز 2013، عند الخامسة مساءً، سراح الصحافي عبد الإله حيدر شائع، بموجب قرار عفو خاص رئاسي، هو الثاني من نوعه، منذ احتجازه قبل ثلاث سنوات، تعرض خلالها للتعذيب وسوء المعاملة، وقدم لمحاكمة غير عادلة.
وأفرج عن الصحافي شائع من سجن الأمن السياسي بالعاصمة اليمنية صنعاء، وأثار نبأ إطلاق حريته فرحة كبيرة في أوساط الصحافيين وناشطي حقوق الإنسان الذين ناضلوا طيلة السنوات الماضية، في سبيل إطلاق سراحه، وأفضت جهودهم في بادئ الأمر عن قرار عفو خاص في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، غير أن تدخل الرئيس الأمريكي ياراك أوباما حال دون إطلاقه.
واُعتقل الصحافي شائع في 16 آب/اغسطس 2010 والذي صادف شهر رمضان المبارك، وأُخفي قسرياً لمدة تزيد عن شهر، وتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، في كلٍ من جهازي الأمن القومي والأمن السياسي، وتم تهديده من قبل ضباط الأمن القومي بتدمير حياته وحبسه لسنوات، ما لم يتعاون معهم (كمُخبِر أمني)، وهو الأمر الذي رفضه شائع آنذاك، بحسب أسرته، فقدّم لمحاكمة أمام المحكمة الجزائية (لاستثنائية)، تفتقد إلى الحد الأدنى من معايير المحاكمة العادلة، وأدين على إثرها بتقديم الدعم الإعلامي لتنظيم "القاعدة"، ثم صدرت بحقه عقوبة بالحبس خمس سنوات، مع الإقامة الجبرية لمدة عامين بعد انتهاء العقوبة، ومنعه من السفر ويكون تحت مراقبة أجهزة الأمن، بعد انتهاء فترة محكوميته.
وقد أثار اعتقال الصحفي شائع وإخفائه قسرياً ومحاكمته بتلك الطريقة موجة من الاحتجاجات محلياً ودولياً، فيما وجهت الكرامة نداءين عاجلين لكل من المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب والمقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حرية التعبير والرأي، تلتمس منهما التدخل بهذا الشأن.. في حين ساهمت منظمتنا إلى جانب نقابة الصحافيين اليمنيين والهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" ومؤسسة حرية وغيرها.
وأعلن الصحافي شائع منذ أول جلسة محاكمة بأن اعتقاله ومحاكمته كان على خلفية دوره في فضح تواطؤ الحكومة اليمنية مع الجيش الأميركي في قتل عشرات المدنيين اليمنيين بقصف أميركي استهدف مناطق يمنية أواخر العام 2009، في حين لا تزال منظمات حقوق الإنسان تطالب بإسقاط بقية العقوبة المفروضة عليه، وهي الإقامة الجبرية، ومنعه من السفر.