تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

يواصل عشرة صحافيين يمنيين إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون تحالف الحوثيين وصالح في العاصمة صنعاء منذ عدة أيام، احتجاجا على التعذيب والاعتداءات التي يتعرضون لها داخل السجن، في وقت كانت الكرامة أبلغت الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة بشأنهم، مطالبة بالتدخل لدى تحالف الحوثيين وصالح لإطلاق سراحهم فوراً أو وضعهم، على الأقل، تحت حماية القانون.

وحصلت الكرامة على رسالة خطها أحد الصحافيين ونجح في تسريبها من داخل سجن هبرة الاحتياطي بصنعاء، حيث يحتجز هؤلاء الصحافيون محرومين من تلقي الزيارات. وأكدت الرسالة، أنهم سيدخلون في الإضراب الكلي والمتواصل عن الطعام حتى يتم الإفراج عن جميع الصحافيين، دون قيد أو شرط، وحملوا تحالف الحوثيين وصالح وإدارة المعتقل سلامة المضربين، محذرين في ذات الوقت من محاولة إفشال الإضراب بالقوة والتعذيب.

وكانت مؤسسة الكرامة وجهت في 3 سبتمبر 2015، نداءً عاجلاً إلى الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بالأمم المتحدة بشأن تسعة صحفيين، تتراوح أعمارهم مابين 23 و 31 سنة، اختطفهم مسلحون حوثيون من فندق قصر الأحلام بالعاصمة صنعاء يوم 9 يونيو 2015، واقتادوهم إلى وجهة مجهولة لتختفي آثارهم عدة أشهر، قبل أن يتسنى لعائلاتهم معرفة أماكن احتجازهم لتبدأ بعد ذلك رحلة البحث الشاقة عن طريقة لزيارتهم. ويبدو أن سبب اختطاف الصحفيين التسعة يعود لنشاطهم في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان.

وكانت قوات الحوثيين اقتادت كلا من الصحافيين: عبدالخالق عمران، اكرم الوليدي، حارث حميد، حسن عناب، هشام اليوسفي، هشام طرموم، هيثم الشهاب، عصام بلغيث، توفيق المنصوري، اقتادتهم إلى قسم شرطة الأحمر بالحصبة، ثم أحيلوا بتأريخ 3 يوليو إلى وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية بشارع العدل التابعة لوزارة الداخلية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين حيث احتجزوا بمعزل عن العالم قبل نقلهم إلى وجهة مجهولة، ثم ظهورهم أخيرا في سجن هبرة الاحتياطي.

وفي وقت لاحق، في أكتوبر 2015، وجهت الكرامة نداء عاجلا لكل من فريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاحتجاز التعسفي والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة بشأن الصحفي صلاح محمد أحمد القاعدي، 29 سنة، الذي اختطفه مسلحون بملابس مدنية وعسكرية في أغسطس 2015، من مكتب عقارات في ملكية أحد أقاربه يقع بشارع الستين. كما اختطفوا سبعة رجال آخرين كانوا بالمكان ساعتها. أفرج عنهم لاحقا، بينما نقل القاعدي إلى قسم شرطة الجديري بصنعاء، ونقل إلى أكثر من مركز احتجاز. وأفادت أسرته أنه تعرض للتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك الضرب المبرح والحرمان من الغذاء والماء، وأنها منعت من زيارته منذ أن نشرت أخبارا عن تعذيبه في وسائل الإعلام، ولا تعلم عنه شيئا منذ ذلك الحين.

من جانبه، عبر رشيد مصلي، المدير القانوني للكرامة، عن قلقه البالغ "إزاء القمع غير المسبوق الذي يتعرض له الصحفيون والناشطون اليمنيون في ظل غياب شبه تام لأي منظومة عدالة في البلاد أو طرق انتصاف يمكن للضحايا و/أو ذويهم سلوكها للحصول على الحماية القانونية".

وشدد الأستاذ مصلي على أن "حماية حرية الصحافة واجب الجميع. لأنه بدون تقارير مستقلة، يستحيل ضمان مساءلة رجال السلطة وقد تمر انتهاكاتهم دون أن يفطن إليها أحد".
وأفادت جوليا ليجنر المسؤولة القانونية عن منطقة الخليج بمؤسسة الكرامة بأنه "من المرجح أن اختطاف هؤلاء الصحافيين يأتي انتقاما منهم على دورهم في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل تحالف صالح والحوثيين". وأضافت "يجب على جميع أطراف النزاع أن يعلموا أن الاختفاء القسري والتعذيب انتهاك جسيم للقانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدوليين وأنه لايمكن تبرير هذه الممارسة كيفما كانت الظروف والأحوال".

وكانت الكرامة عبرت مطلع الشهر الجاري، بمناسبة اليوم العالمي للصحافة الذي يصادف 4 مايو/ أيار، عن إشادتها بالصحفيين في العالم العربي ودورهم الشجاع في كشف انتهاكات حقوق الإنسان، رغم الاستهداف بسبب نشاطهم الإعلامي.

وقالت في بيان بهذه المناسبة إن "الحكومات العربية دأبت على الانتقام من الصحفيين والمدونين وتنظر إليهم على أنهم مصدر تهديد لاستقرارها وأمنها، وأحياناً على أنهم يهينون رجالات السلطة، فتضايقهم قضائيا وتحتجزهم تعسفيا في السر وتقوم بتعذيبهم، وقد يصل الأمر إلى الإعدام أحياناً. وتعمل كل ما في وسعها لكتم أصوات أولئك الذين يكشفون عن الانتهاكات المرتكبة من قبلها".

دافعت مؤسسة الكرامة طيلة العقد الماضي عن حقوق الصحفيين والمدونين، ضحايا هذه الممارسات غير المقبولة وغير القانونية، ورفعت الشكاوى الفردية نيابة عنهم إلى "آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وتتعهد الكرامة بالمضي قدما في الوقوف إلى جانب الصحافيين المضطهدين بالمنطقة العربية حتى تحقيق العدالة وحقوق الإنسان.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني
media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم
08 10 734 22 41