تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
جاء في بيان للمنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا، بأنه بتاريخ 3-10-2006 اعتقلت السلطات السورية في مدينة طرطوس الناشط الشيوعي المهندس غسان اسماعيل، وذلك على خلفية تقرير قدمه أحد طلابه إلى الأمن السياسي في طرطوس، بسبب نقاش دار في قاعة الدرس.
قد يبدو هذا الخبر لكثيرين خبرا عاديا يحمل انتهاكا جديدا لحقوق الإنسان. فالاعتقالات التعسفية على خلفية التقارير الأمنية الكيدية، هي من الانتهاكات الأكثر شيوعا في سوريا. لكن في الحقيقة، فإن هذا الخبر يحمل أبعادا أكثر أهمية وعمقا

1-أن يقوم طالب بكتابة تقرير أمني بأستاذه، فهذا أمر كارثي يصف إلى أي حد وصل النظام التعليمي في سوريا في تراجعه وانحطاطه

2-أن يكتب أستاذ تقرير بطالبه أو العكس، يعني أن تسود أجواء عدم الثقة والخوف المتبادل داخل الحرم التعليمي، ما يؤثر مباشرة على إمكانية التفاعل بين الطلاب وبينهم وبين أساتذتهم. ولا ريب أنه في مثل هذه الأجواء لا يمكن التعويل على إنتاج فكر خلاق أو تحصيل علمي يحمل روح التميز والاختلاف

3-إن مجرد تفكير الطلاب في كتابة التقارير ببعضهم البعض أو بأساتذتهم، يدل إلى أي مدى جرت السيطرة على عقول الناشئة، ودفعها لاتباع الأساليب الملتوية في سلوكها اليومي. فتشويه قيم العدالة واحترام الآخر لدى الجيل الشاب، يمهد لمستقبل أكثر فسادا وتخلفا

4-التفكير في كتابة تقرير أمني بالآخرين، يدل على فكر عدائي غرس في عقل صاحبه، يقوم على اعتبار أي شخص يختلف معه على أنه عدو يجب معاقبته، وهو ما يراكم الأحقاد والمشاعر السلبية تجاه الآخرين.

5-انتشار الوشاية وزرعها في عقول طلاب المدارس والجامعات بدلا من زرع مفاهيم قبول الآخر والانتماء إلى مجتمع متنوع ومتعدد، هو ما يخلق أشكالا جديدة للاستبداد.

لعلنا نتساءل أخيرا، هل المدارس والجامعات هي مكان لكتابة التقارير الأمنية ورقابة أحدنا على الآخر أم أنها مكان للتحصيل العلمي وتبادل المعرفة واكتساب القدرات والمهارات؟
شباب سوريا من أجل العدالة