تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نرد في هذا المقال على الاتهامات المغرضة الموجهة للكرامة، وبشكل خاصة المزاعم التي روجتها صحيفة السفير اللبنانية، وتناقلتها مواقع "إخبارية" في المنطقة تتهم الكرامة بـ "دعم الإرهاب باسم قطر"

نشرت جريدة "السفير اللبنانية" في 2 سبتمبر 2014 مقالا تحت عنوان « مؤسس «حركة شام الإسلام» ناشط بارز في المنظمة الحقوقية! «الكرامة الدولية».. ذراع قطر لنشر الفوضى، تتهم فيه بشكل صريح الكرامة بـ "دعم الإرهاب" و"نشر الفوضى". وفي اليوم التالي ردد موقع قناة المنار، التابعة لحزب الله اللبناني هذه الادعاءات، تلتها مواقع حكومية سورية .. الثورة، والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، وموقع أخبار اليوم الذي يدار انطلاقا من المملكة العربية السعودية. و في 3 سبتمبر 2014 ادعت مجلة كومنتري، التي أسستها اللجنة اليهودية الأمريكية سنة 1945، أن الكرامة يديرها "ممول القاعدة" في إشارة إلى مؤسس الكرامة الدكتور عبد الرحمن النعيمي. ونشرت صحيفة السفير في 4 سبتمبر 2014 رد الكرامة على ما جاء في المقال.
تندد الكرامة بهذه الحملة الدنيئة التي يقودها بعض أصحاب المصالح في المنطقة، وتنفي بشدة هذه الاتهامات العارية ولا أساس لها من الصحة.

الكرامة منظمة حقوقية سويسرية مقرها جنيف في سويسرا تدافع عن كل ضحايا التعذيب والاعتقال التعسفي والمهددين بالإعدام خارج نطاق القضاء أو ضحاياه، والاختفاء القسري، في العالم العربي. ولا تتلقى، كما ينص على ذلك ميثاقها، أي دعم مادي أو غيره من أية حكومة عربية (بما فيها قطر) ولا من أي حكومة غير عربية تعتبرها شريكا مباشرا في انتهاك حقوق الانسان في المنطقة.

التهم التي وجهتها الخزانة الامريكية ضد مؤسس الكرامة، السيد النعيمي، لا تعني المنظمة من ناحية، ومن ناحية أخرى اخفقت الخزانة الامريكية في تقديم اي دليل على ما تدعيه ضد السيد النعيمي، الذي نفى تلك التهم جملة وتفصيلا، وهو مستعد، كما أبلغ بذلك رسميا السلطات الامريكية، للمثول أمام أي محكمة ليثبت زيف التهم الموجهة إليه ويبرهن على براءته من تهم نابعة عن رغبة سياسية في إيذائه شخصيا بسبب عمله على فضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم العربي، وبشكل خاص تدخلاتها العسكرية المتكررة.

السيد ناصر الهاجري، المذكور في مقال السفير، ليس عضوا في الكرامة، وشرحنا لكاتب المقال، السيد عبد الله سليمان علي، أنه أحيانا هناك من بين الذين سبق وان دافعت عنهم الكرامة من يعلنون ارتباطهم بمنظمتنا، ونحن لا نستطيع أن نتابع ونراقب ما يدعيه كل هؤلاء الأشخاص على حساباتهم في تويتر ووسائل الإعلام الأخرى، وهذا في جميع الأحوال لا يلزم منظمتنا بشيء.

قانون الكرامة الاساسي واضح في هذا الشأن؛ الكرامة لا تتوفر على أعضاء آخرين غير المسجلين في قانونها الأساسي، وهم أعضاء مجلسها ولجنتها الاستشارية والعاملين المعترف بهم والموظفين رسميا من قبل المنظمة. ويكنكم الاطلاع على قائمة أعضاء الكرامة على هذا الرابط.

تؤكد الكرامة أن دفاعها عن شخص انتهكت حقوقه، كالسيد الهاجري، الذي اعتقلته السلطات السعودية تعسفيا أكثر من سنتين، تعرض خلالها لسوء المعاملة ثم أفرجت عنه دون محاكمة، لا يعني بتاتا أن المنظمة تساند النشاط أو التوجهات التي تنسبها إليه صحيفة السفير.

ويمكن الاطلاع على عمل الكرامة في هذه القضية على هذا الرابط، ونثير الانتباه إلى أنه لم يعد لنا تواصل معه منذ الافراج عنه سنة 2010.

تطرقت السفير "لوجهة نظرة الكرامة الخاصة حول ما النزاع الجاري في سوريا، ما يجعلها تدافع عن المشاركين فيه، دون مراعاة للجرائم التي يرتكبونها" وذكرت حالة المواطن الإماراتي السيد حسن أحمد حسن الدقي، الذي كان يطالب حينها بإصلاحات اجتماعية في بلده. دافعت عنه الكرامة لأنه كان معتقلا في الإمارات في الفترة من 2008 ـ 2009 ومنذ ذلك التاريخ لم يعد لها أي اتصال به، أي بسنوات قبل اندلاع النزاع السوري. ومن جهة ثانية تجب الإشارة إلى أن الأمم المتحدة نفسها اعتبرت اعتقال السيد الدقي تعسفيا، وطالبت الحكومة الإماراتية بالإفراج عنه.

فيما يخص الصحفي اليمني عبد الإله حيدر شائع، نوضح أن الكرامة منحته جائزتها السنوية (جائزة رمزية وغير مادية)، لأنه أول من قام بتحقيق بشأن القصف الأمريكي بطائرات الدرونز في اليمن، وفضح عمليات القتل خارج نطاق القانون التي ذهب ضحيتها مئات المدنيين، وأصبح مصدرا موثوقا به لدى وسائل الإعلام المحلية والدولية كصحيفة الواشنطن بوست، وإي بي سي نيوز، ونيويورك تايمز.... عمل شائع الصحفي جعله يحظى باحترام زملائه الصحفيين و المدافعين عن حقوق الإنسان. وفي ندوة صحفية، قال في حقه جيريمي سكيهيل الصحفي الاستقصائي بجريدة نايشون "دخل السجن لأنه تجرأ على فضح القصف الجوي الأمريكي في 17 ديسمبر 2009 لقرية المعجلة بمحافظة أبين، والتي أودت بحياة 55 مدنيا، ضمنهم 21 طفلا."

وبشأن د. مراد دهينة، المدير التنفيذي للكرامة منذ 2007، نوضح أن اعتقاله بفرنسا سنة 2012 جاء بناء على مذكرة توقيف وتسليم أصدرتها السلطات الجزائرية. ثم أفرج عنه بعد ستة أشهر من قبل محكمة باريس بعد أن وصف المدعي العام الاتهامات الموجهة إليه "بالخيالية والتافهة". ويمكنكم الاطلاع للمزيد على هذا الرابط.

ختاما، تتساءل الكرامة عن دوافع صحيفة السفير التي رددت نفس الاتهامات التي وجهها للكرامة مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة في 24 أغسطس 2014. يبدو جليا أن الكرامة تزعج الحكومات التي تنتهك حقوق الإنسان في العالم العربي، التي تستغل بعض وسائل الإعلام لتنشر مغالطات لتشويه عمل الكرامة على المستوى الدولي.

تذكر الكرامة أن هدفها كان وسيبقى هو تحسين وضعية حقوق الإنسان في العالم العربي، وأنها تؤدي هذه المهمة بمهنية عالية جعلتها تحظى بالمصداقية لدى نظيراتها من المنظمات و لدى خبراء الأمم المتحدة. وتكرر أنها ستبقى في خدمة كل الفئات الضعيفة وكل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان دون تمييز. وتؤكد عزمها وتصميمها على الحفاظ على استقلاليتها كيفما كان الجهة التي تهاجمها أو الضغوط التي تتعرض لها أو تمارس عليها.