تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
AnnRep2020

أطلقت منظمة الكرامة، ومقرها جنيف، تقريرها السنوي 2020، حول حالة حقوق الإنسان في المنطقة العربية في ظل جائحة الفيروس التاجي كوفيد- 19، واستمرار وتيرة القمع ومناخ الإفلات من العقاب والنزاعات المسلحة.
يسلط التقرير الضوء على نشاط الكرامة في 20 بلدًا، ويعكس صورة تقريبية لأوضاع حقوق الإنسان في كل بلد، وأبرز الانتهاكات التي سهرت الكرامة على معالجتها قانونيا ومناصرة ضحاياها عبر آليات الأمم المتحدة وإعلاميا عبر منصاتها المختلفة.
وفي هذا السياق، يقول المدير القانوني للكرامة؛ المحامي رشيد مصلي: " عاش العالم هذه السنة على وقع أزمة صحية غير مسبوقة سببتها جائحة الفيروس التاجي (COVID-19)، وقد ضاعف فساد الحكومات وتجاهلها لحقوق مواطنيها الأساسية من أثر الأزمة الصحية على المجتمع العربي"، مضيفاً بأن "الوباء أظهر أكثر من أيّ وقتٍ مضى أن المساءلة السياسية وسيادة القانون أمران أساسيان في الوصول إلى الحقوق المدنية والسياسية والخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية المناسبة، لكن رغم ذلك، اقترن عجز الحكومات في توفير الوقاية والعلاج المناسبين باعتقال أولئك الذين استنكروا ذلك علنًا".
ووفقًا للتقرير فإن "الأكثر إثارة للقلق، هو استخدام الوباء كذريعة أخرى لتقييد الحقوق والضمانات الأساسية دون داعٍ، ولا سيما ضد الأفراد المحرومين من حريتهم"، حيث استخدمت الدول العربية من السعودية إلى مصر الوباء لحرمان المعتقلين السياسيين من أي اتصال بالعالم الخارجي.
وفي الوقت نفسه، لا تزال الدعوات إلى عمليات سلام حقيقية وتحقيقات من قبل خبراء الأمم المتحدة غير مسموعة من قبل الدول في البلدان التي مزّقتها الحرب، مثل اليمن وسوريا وفلسطين.
على الرغم من الحالة الإنسانية والحقوقية المزرية في جميع أنحاء المنطقة، استمرت المجتمعات المدنية بلا هوادة في إدانة المظالم وتحدي حالة القنوط التي تحاول الأنظمة الاستبدادية فرضها بالعنف، ودفعت المجتمعات ثمن نضالاتها مضاعفًا.
تؤمن الكرامة إيمانًا راسخًا، أكثر من أيّ وقت مضى، بمهمتها المتمثلة في دعم الأفراد، دون تمييز، في المطالبة بحقوقهم غير القابلة للتصرف واحترام كرامتهم.
قد تعاني المسيرة نحو مزيد من الحرية والمساءلة القانونية من انتكاسات؛ لكن عجلة النضال يجب أن تستمر. وهكذا، على مدار العام الماضي، بل وطيلة عقد من الزمن، وقفت الكرامة شاهدة على صمود واستماتة أولئك الذين، في جميع أنحاء منطقتنا العربية، يتحدّون حالة القنوط التي تحاول الأنظمة الاستبدادية فرضها بالعنف على مجتمعاتها.
على مدار السنوات ورغم الأزمات التي واجهناها، نظل ثابتين على التزامنا بدعم النضال ضد الظلم في العالم العربي، على أمل متابعة السير في هذا الطريق خلال مقبل السنوات. إننا ممتنون لجميع أولئك الذين ظلوا يقفون معنا في هذا النضال، وخاصة خبراء الأمم المتحدة المستقلين. نحن ممتنون لجميع المدافعين عن حقوق الإنسان في المنطقة الذين ساعدونا على النهوض برسالتنا، رغم ما يواجهون من مخاطر. هذا التقريرعرفانٌ بنضالهم.

تعريف بالكرامة
الكرامة منظمة سويسرية مستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان مقرها جنيف، تأسست سنة 2004 للدفاع عن كل الضحايا والمهددين بالقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقال التعسفي، وإيصال أصواتهم إلى آليات حقوق الإنسان الدولية، إذ تسعى الكرامة من أجل عالم عربي ينعم فيه كل الأفراد بالعدل والحرية تحت حماية القانون.
ولوضع حد لهذه الانتهاكات تتعاون الكرامة مع المجتمع المدني في البلدان العربية والمنظمات الدولية من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان، إضافة إلى الهيئات الحكومية وكل الجهات التي قد تساهم في تحسين وضعية حقوق الإنسان.
تعمل الكرامة من أجل نسق عالمي قوي لحماية حقوق الإنسان، ومن أجل تمتين أجهزة الحماية الجهوية الوطنية والمحلية. وتساهم أيضا في ملء الفراغ المعلوماتي قصد إثارة انتباه الآليات الدولية المعنية بشأن الانتهاكات التي تحدث في العالم العربي. كما تشجع الحكومات على تقوية تشريعاتها للدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيزها.
كما تساهم الكرامة في نشر ثقافة حقوق الإنسان، بالعمل على توعية مختلف مكونات المجتمع المدني في هذه البلدان بهذا المفهوم للالتفاف حوله ومعرفة حقوقهم والمطالبة بها والإحساس بحماية القانون.

للاطلاع على التقرير السنوي للكرامة 2020:

النسخة العربية

النسخة الإنجليزية