علمت الكرامة بوفاة سجينين محتجزين في سجن رومية شرق العاصمة اللبنانية بيروت خلال أقل من 48 ساعة، في ظلّ ظروف احتجاز سيئة للغاية يعيشها الموقوفون مع غياب أدنى مقومات العيش، وتدهور أوضاع السجون وتزايد وتيرة الوفيات وحالات الانتحار المزعومة.
وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي سارعت إلى إصدار بيان توضيحي أفادت فيه أنه "وبعد معاينة جثّة السجين القاصر ع. ك. من مواليد عام 2007، مكتوم القيد، والموقوف بجرم سرقة من قبل طبيب شرعي، تبيّن أنّه قضى شنقاً، مشيرة إلى غياب أيّ آثار لعنف محتمل".
أمّا بالنسبة إلى السجين الثاني "ويدعى أ.ط من مواليد العام 1991 فلسطيني الجنسية فكان موقوفاً بجرم مخدّرات، وقد توفي في 8 من الشهر الجاري (مايو/ أيار 2023) بعد نقله إلى المستشفى. ولدى معاينة جثّته من قبل طبيب شرعي، تبيّن أنّ سبب الوفاة هو توقّف في عضلة القلب".
وأفاد المحامي في مجال حقوق الإنسان محمد صبلوح أن "عدد حالات الوفاة التي سُجّلت في السجون اللبنانية وصل منذ العام 2022 إلى حوالى 25 سجينًا، من دون أن تحرك الحكومة اللبنانية ساكنًا ولم تفتح تحقيقًا بالأسباب على رغم التقارير التي ترفعها المنظمات الإنسانية المحلية والعالمية وآخرها تقرير مفصل عن واقع السجون في لبنان والمعاملة اللاإنسانية التي يتم التعامل بها مع السجناء والمقدم من قبل 14 منظمة محلية ودولية إلى المقررين الخاصين في الأمم المتحدة منذ حوالى 4 أشهر".
نداء الكرامة ومنظمات أخرى
وكانت الكرامة ومنظمات حقوقية لبنانية أطلقت نداء في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2022، إلى لجنة الأمم المتحدة الفرعية لمنع التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو المهينة (SPT) والمكلفين بولايات الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة ذات الصلة لدعوتهم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن الوضع في سجن رومية ومعتقلات لبنانية أخرى.
وأوضحت المنظمات في بيانها أنه "نظرًا لأن الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والحد الأدنى من الرعاية الصحية أصبح أمرًا صعبًا بشكل متزايد على نزلاء السجون في جميع أنحاء البلاد، فإن هذا يؤثر بشكل كبير على أولئك الذين هم بالفعل الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المهاجرون واللاجئون".
وكانت لجنة مناهضة التعذيب، أعربت في ملاحظاتها الختامية الأخيرة، عن قلقها "إزاء العدد الكبير من الأشخاص المحتجزين قبل المحاكمة، وكثير منهم رهن الاحتجاز المطول قبل المحاكمة. وأوصت لجنة مناهضة التعذيب لبنان "بتحسين ظروف الاحتجاز والتخفيف من اكتظاظ السجون وغيرها من مرافق الاحتجاز، بما في ذلك من خلال تطبيق تدابير غير احتجازية".
ومع ذلك، وحتى الآن، فشلت السلطات باستمرار في اتخاذ أي خطوات ملموسة لمعالجة الاكتظاظ وتنفيذ توصيات لجنة مناهضة التعذيب. كما أعرب أعضاء اللجنة الفرعية، بعد زيارتهم الأخيرة إلى لبنان، عن قلقهم إزاء "طول فترة الاحتجاز السابق للمحاكمة، والاكتظاظ والظروف المعيشية المزرية في أماكن الحرمان من الحرية".
في هذا السياق، وثق المجتمع المدني تقارير منتظمة عن الوفاة في الحجز بسبب التعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الرعاية والتغذية المناسبة. لم تؤد أي من حالات الوفاة هذه في الحجز إلى تحقيق نزيه وفعال وشامل، في انتهاك للالتزامات الدولية للبلاد بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب.