تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ألقي القبض على عبد الحكيم قلهود، وهو مواطن ليبي يبلغ من العمر 51 سنة، مساء يوم 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 من داخل منزله في بلدة القره بوللي، على بعد 60 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس من قبل كتيبة محلية، وبعد قضائه تسعة أيام، رهن الاحتجاز، وتعرضه للضرب المبرح على يد خاطفيه، قضى نحبه. وفي هذا الصد تجدر الإشارة أن الكرامة توصلت بعدة قضايا تتعلق بأشخاص لقوا حتفهم نتيجة تعرضهم لتعذيب جسيم على أيدي الكتائب الليبية خلال الحرب الأهلية في ليبيا. واللافت للنظر أنه في ظل الوضع السائد حاليا في ليبيا، نادرا ما يتم التحقيق مع هذه الكتائب أو محاسبتهم عما اقترفوه من جرائم، بل إنهم غالبا ما يتم التعامل معهم باعتبارهم قوات أمن حكومية، مما يسمح لهم بالقبض واعتقال الأشخاص، بموافقة تامة من جهاز الشرطة.

وبذلك تطالب أسرة السيد قلهود بأن تجري العدالة مجراها من أجل محاسبة المسؤولين عن جرائمهم وطلبت بهذا الخصوص من الكرامة بأن تقدم هذه القضية إلى الأمم المتحدة، في إطار المساعي الرامية إلى مكافحة الإفلات من العقاب المتواصلة في البلاد.
التوقيف والاعتقال

في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، ألقي القبض على السيدقلهود من داخل بيته وأمام أفراد أسرته، من قبل عناصر ينتمون إلى كتيبة الشهداء، ببلدة القره بوللي، ثم اقتيد إلى مكان مجهول حيث تم احتجازه سرا، وظلت الأسرة من دون أي خبر عنه ولم تبلغ بمكان اعتقاله إلا بعد مضي خمسة أيام من تاريخ اعتقاله، عندما أبلغ محقق من الكتيبة، شقيق الضحية بمكان اعتقال السيد قلهود.
وبعد الاتصال بمقر الكتيبة، تنقل شقيق الضحية إلى عين المكان حيث تعرف على بعض الأشخاص الذين شاركوا في عملية القبض على شقيقه، فأبلغه أحد الحراس أن الضحية قد اعترف بالتهم المنسوبة إليه وأنه قد تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج الطبي.
وفي 25 تشرين/ أكتوبر 2011، اتصل شقيق السيد كلحود مرة أخرى بمقر الكتيبة وحصل على موافقة لزيارة شقيقه في اليوم التالي، لكنه، في نفس اليوم تلقى على الساعة الرابعة عصرا، مكالمة هاتفية أبلغ فيها بأن شقيقه قد توفي وأن جثته موجودة بمستشفى القره بوللي العام.

عملية التشريح تثبت تنفيذ عملية إعدام ببطء
لقد تمكنت أسرة السيدقلهود من تجميع المعلومات والتفاصيل حول ما جرى قبل وفاته، وذلك استنادا إلى مضمون عدة تقارير طبية، استطاعوا الحصول عليها، حيث علمت أسرة السيد قلهود في بادئ الأمر أن المحقق في كتيبة الشهداء ببلدة القره بوللي كان قد طلب قبل أيام قليلة من وفاته، من مستشفى القره بوللي العام، توفير الرعاية الطبية للضحية في مقر الكتيبة، وكان السيد كحلود لا يزال على قيد الحياة حين معاينته من قبل الطاقم الطبي، لكنه لم يكن يقدر على التحدث بسبب إصاباته البليغة.

وجاء في إحدى التقارير الطبية، مؤرخ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 أن السيد قلهود كان قد نُقِل إلى نفس المستشفى يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 رفقة عناصر من قوات الأمن يعملون لحساب مجلس مدينة القره بوللي، وعندما عُرِض على الطبيب يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر، لم يكن يقوى على المشي، والوقوف أو حتى الكلام، وبدا في وضع صحي متردي، وقيل حينذاك للطبيب بأن السيد قلهود يشتكي من ألم في المعدة ولم يستطع تناول الطعام، فحاول الطبيب التحدث معه، لكنه لم يتمكن من تمييز أجوبته باستثناء بعض الكلمات، فاستفسر الطبيب لدى ضابط الأمن حول مدة معاناة السيدقلهود، فأجابه بأن الأمر يعود لفترة طويلة، فطلب الطبيب بتسليمه الملف الطبي للسيد قلهود، ونتائج تحاليله السابقة ليتسنى له تقييم حالته الصحية، كما أخذ الطبيب بعض العينات، وفحص بعض القياسات البيولوجية الحيوية، التي بينت أنها مستقرة وفي حدود المعايير الطبيعية.

هذا ويصف تقرير تشريح الجثة المؤرخ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 أن جسد الضحية كان يحمل آثار عدة إصابات، في مراحل التئام متفاوتة، وأن الوفاة كانت ناجمة عن إصابات بليغة بما في ذلك في الخصيتين.

وقد أودعت أسرة الضحية شكوى ضد مرتكبي الجريمة مباشرة بعد وفاة السيد قلهود، لكنها لم تتوصل بأي خبر حول إجراءات قانونية تكون قد تم اتخاذها من قبل النيابة العامة ضد المتهمين.

وفي ضوء ذلك، تعتبر وفاة السيد قلهود الناجمة عن أعمال التعذيب، على يدي عناصر كتيبة الشهداء التابعة لبلدة القره بوللي، خرقا لالتزام ليبيا بموجب المواد 6 و 7 و 10 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والمادة 1 من اتفاقية مناهضة التعذيب.
وفي إطار الحملة المستمرة لمكافحة الإفلات من العقاب، المتعلقة بالإعدام خارج نطاق القضاء وممارسة التعذيب خلال الحرب الأهلية 2011، قدمت الكرامة قضية عبد الحكيم قلهود إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالات الإعدامات خارج نطاق القانون في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2012.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341007