وقد ناشدت الكرامة اليوم المقرر الخاص الاممي المعني بالتعذيب للتدخل الفوري لدى حكومة القذافي لحثها على ضمان إطلاق سراح هذين الصحفيين، خوفا من أن يتم التعامل معهما بنفس الطريقة التي تعرض لها صحفيي هيئة الإذاعة البريطانية، أو إلى ما هو أسوأ من ذلك، في ضوء التدهور الحالي للوضع السائد في ليبيا.
وللعلم ما زال غيث عبد الأحد محتجزا في ليبيا، في حين أطلق سراح فراس الكلاني الذي تعرض للتعذيب لمدة 21 ساعة.
وكان قد دخل كل من غيث عبد الأحد، وهو صحفي عراقي يعمل لحساب صحيفة الجارديان البريطانية ونيتو واندريه، الصحفي البرازيلي العامل لصحيفة أو استادو دي ساو باولو، إلى الأراضي الليبية على الحدود التونسية وكانا يتنقلان في منطقة خارج الزاوية يوم الاثنين 7 آذار/ مارس 2011. ويبدو أنهما كانا بالقرب من بلدة صبراتة، عندما قامت القوات الحكومية باختطافهما، وتم احتجازهما منذ ذلك الحين، ولا يزال مكان وجودهما ومصيرهما حتى يوم أمس، الخميس 10 آذار/ مارس مجهولا. وبعد اتصالات من قبل مسؤولي صحفتيهما لدى السلطات الليبية، اعترفت هذه الأخيرة بأنها احتجزتهما يوم الخميس، لكنها رفضت الإفصاح عن مكان و سبب اعتقالهما، وكذا المصير الذي يواجهانه.
وتشعر الكرامة ببالغ القلق بشأن مصير هذين الصحفيين، خاصة في ضوء طبيعة المعاملة التي تعاملت بها قوات القذافي مع صحفيين أجانب آخرين.
وكان قد ألقي القبض يوم الاثنين 7 آذار/ مارس، على 3 صحافيين من فريق البي بي سي في منطقة طرابلس، حيث تعرض غوكتاي كورولتان وهو مواطن تركي وفراس كيلاني وهو فلسطيني سوري وكريس كوب سميث، وهو مواطن بريطاني، لعمليات اختطاف على يد قوات الأمن عند نقطة تفتيش بالقرب من بلدة الزاوية.
وتم اقتيادهم إلى ثكنات في المنطقة، حيث تعرضوا هناك للاستجواب واتهموا بأنهم جواسيس للمملكة المتحدة، وقد تعرض جميع الصحفيين المحتجزين للضرب وسوء المعاملة، وتعرض فراس الكيلاني على سبيل المثال، للضرب بالعصي والأنابيب المطاطية وبعقب بندقية "أي كي 47"، وأمر بأن يجلس على ركبتيه مع وضع يديه وراء رأسه، ثم صوب المحققون فوهة البندقية الآلية على رأسه. وفي صباح اليوم التالي، تم اصطفاف الأشخاص الثلاثة، وجوههم نحو الجدار، ثم وجهت فواهة مسدس، خلف عنق كل من الأشخاص الثلاثة على التوالي؛ ثم أطلقت رصاصتان بالقرب من رأس كريس كوب سميث، في محاولة واضحة لمحاكاة عملية إعدام. وأطلق سراح الصحفيين الثلاثة في وقت لاحق من ذلك اليوم.
لكن مع ذلك ظل كل من غيث عبد الأحد واندريه نيتو رهن الاحتجاز، ويرجح معاملتهما بالطريقة نفسها.
ولهذه الأسباب، تدعو الكرامة إلى الإفراج الفوري عن الصحافيين، فضلا عن جميع المحتجزين من قبل القوات القذافي منذ بداية الأحداث في ليبيا يوم 15 شباط/ فبراير 2011.