تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
.

رفعت الكرامة في 3 سبتمبر 2015 شكوى إلى كل من المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا بالأمم المتحدة، بشأن قضية ستة إخوة من عائلة الكرشيني، اختطفتهم في أكتوبر 2014 مليشيات موالية لحكومة طبرق المعترف بها دوليا بعد هجوم مسلح على بيتهم، واحتجزتهم بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أسابيع عانوا خلالها من ويلات التعذيب، وأعدمت اثنين منهما خارج أي نطاق قانوني.

في 17 أكتوبر 2014 وعند حدود الساعة الثانية ليلا، هاجمت عناصر من كتيبة الصاعقة، المكونة من المظليين وقوات الكوماندوس والموالية للعقيد خليفة حفتر، هاجمت دون سابق إنذار أو مبرر بيت عائلة الكرشيني بالقذائف والقنابل اليدوية والأسلحة النارية، وكان جميع أفراد العائلة أطفالا ونساء ورجالا نائمين بالبيت ساعتها. حاول الإخوان الستة، علي وأحمد ومحمود وعبد الله ومصطفى وإبراهيم مقاومة المهاجمين وحماية النساء والأطفال وتأمين خروجهم سالمين، لكن المهاجمين تمكنوا منهم واعتقلوهم بعد مقاومة دامت ساعات. وحسب أفراد الأسرة قام رجال المليشيات بعد ذلك بتفتيش البيت ونهب محتوياته والاستيلاء على المبالغ المالية الضخمة التي يحتفظون بها نظرا لأنهم من كبار التجار، والتي يعتقد أنها السبب الحقيقي وراء الهجوم.

اعتقال أحمد وعبد الله ومحمود وإعدام علي
اعتقل رجال الصاعقة أحمد وعبد الله ومحمود وعلي وأخذوهم إلى مقر الكتيبة ببنغازي، وهناك أطلق أحدهم رصاصة في رأس علي البالغ من العمر 34 سنة بأمر من قائد الكتيبة العقيد عبد الله بوحليقة، بينما ظل إخوانه رهن الاعتقال لعدة أسابيع تحت رحمة جلاديهم الذين كانوا يهددونهم بالقتل في أية لحظة  ويذيقونهم كل أنواع التعذيب بل وجرحوا أحمد وعبد الله ومحمود بطلقات ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد 38 يوما وهم في حالة يرثى لها.

اعتقال إبراهيم وإعدام مصطفى
أخذت قوات الكتيبة 21، وقوات أخرى لم تستطع الأسرة التعرف عليها، مصطفى وإبراهيم إلى مدرسة بدر الكبرى بقرية برسيس الواقعة على بعد 50 كلم شرق بنغازي. ثم نقلوهما في اليوم التالي إلى قرية الرجمة الواقعة على بعد 30 كلم شرق بنغازي حيث بقيا معتقلين معا لمدة يومين قبل أن يفصلا عن بعضهما. وتم تعذيبهما بالصعق بالكهرباء والضرب العنيف على جميع أنحاء جسدهما بسبب ولائهما المزعوم لحكومة طرابلس وليس لحكومة طبرق وقواتها المسلحة بقيادة الجنرال حفتر.

بقي إبراهيم محتجزا بمعزل عن العالم لأكثر من أسبوعين يعاني من التعذيب وسوء المعاملة، وأدى سيل اللكمات التي تلقاها على وجه إلى فقإ عينه اليسرى التي اضطر إلى استئصالها بعد الإفراج عنه في   3 نوفمبر 2014..

أما أخوه مصطفى فقد بقي محتجزا ولم تسمع أسرته بأخباره إلا في 6 نوفمبر 2014 بعدما عثر على جثته مرمية بمدينة المرج الواقعة على بعد 100 كلم شمال شرق بنغازي. وأوضح الطبيب الشرعي أن الوفاة نجمت عن طلق ناري في الرأس.

الكرامة ترفع القضية إلى الأمم المتحدة
تعبر الكرامة عن قلقها من إزاء ارتفاع وتيرة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا، وخاصة المجازر المرتكبة من قبل الكتائب والمليشيات المسلحة سواء  الموالية للحكومة أو المناهضة لها. وتذكر أن حالة عائلة الكرشيني ليست معزولة فقد سبق أن وثقت الكرامة قضية أربعة أفراد من أسرة واحدة تعرضوا في أكتوبر 2014 للقتل على يد قوات موالية للجنرال حفتر.

ودعت الكرامة المقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا بالأمم المتحدة، مطالبة سلطات حكومة طبرق احترام التزاماتها الدولية وفتح تحقيقات شفافة ونزيهة في هذه القضية التي تورطت فيها قوات موالية لها، ومتابعة كل المتورطين في الجرائم المرتكبة في حق عائلة الكرنيشي.

لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم 0041227341008