ويقوم موفد الكرامة حالياً بعمليات تحرٍ وتوثيق في أربع قضايا أساسية، هي: القتل خارج إطار القانون للمتظاهرين السلميين، الاخنفاء القسري وحالات المفقودين خلال الاحتجاجات، استخدام النظام الليبي للمرتزقة لقمع الشعب، واستخدام الطيران العسكري لقصف المدنيين.
وقد تمكن موفد الكرامة من القيام بجولة ميدانية في العديد من الأحياء والمدن الليبية الواقعة تحت سيطرة الثوار الليبيين، بعد تطهيرها من فلول نظام الديكتاتور القذافي، حيث شاهد آثار الدمار والإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات القذافي ومرتزقته ضد المدنيين في بنغازي والبريقة وغيرهما، باستخدام سلاح الجو والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين والمتظاهرين.
كما التقى عدداً من الضحايا واستمع إلى شهاداتهم حول هذه الجرائم، ستنشرها الكرامة تباعاً، فيما قام موفد الكرامة أيضاً بجولة ميدانية إلى معسكر كتيبة الفضيل بو عمر، بعد سقوطها في أيدي الثوار، وهي إحدى الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، وشاهد موفد الكرامة، السجون السرية الرهيبة الواقعة تحت الأرض، والتي كان يستخدمها القذافي لقمع معارضيه، واكتشفها الأهالي أثناء انقضاضهم على الكتيبة و إخراج المرتزقة منها، تنشر الكرامة صور هذه السجون.
وقد أفاد شاهد عيان أثناء زيارة موفدنا لهذه السجون بأنه يوم سقوطها في أيدي الثوار تمكن شاهد العيان هذا من إنقاذ حياة نحو من سبعة أشخاص كانوا محتجزين داخل هذه السجون.
ويروي أحد المدنيين الجرحى جراء القصف بالطائرات، ويدعى على محمود صالح، 23 سنة، قائلاً: كنت في جامعة النجم الساطع بمدينة البريقة لحمايتها ضمن مجموعة من الشباب، يوم 1 مارس/ آذار 2011، عندما جاءت طائرة حربية من نوع سخوي، وأطلقت علينا وابلاً من الرصاص، فأصيب في الحوض وفي قدمه، ونقل على إثره إلى المستشفى، حيث لا يزال يتلقى العلاج حتى اللحظة.
وتأتي شهادة السيد سالم حسين عطيه الجراري لثوتق بالصوت والصورة القصف الجوي الذي تعرضت له سيارته، التي كان يستقلها مع عائلته المكونة من ثلاثة أطفال وزوجته، مما أسفر عن جرح الجميع جروحا متفاوتة الخطورة.
هذا وقد حصلت الكرامة كذلك على قوائم اسمية لمئات الضحايا الذين سقطوا في عمليات القمع الوحشي على أيدي قوات القذافي والمرتزقة الذين استأجرهم لقتل شعبه، في مدينة بنغازي ومدن ليبية أخرى، ويعمل الفريق القانوني للكرامة جدياً على دراسة الخطوات القادمة التي ستضطلع بها منظمتنا لملاحقة القذافي وكافة المسؤولين عن هذه الجرائم.