خاطبت مؤسسة الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان في 11 تموز\يوليو 2016، الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بشأن خمسة مواطنين سوريين من قرية كفر الطون، اختفوا في محافظة حماة في غرب وسط سوريا بين عامي2012 و 2014. وقد ألقي القبض عليهم خلال موجة الاعتقال والمداهمات التي نفّذتها مديرية الاستخبارات العسكرية لدى مرورهم عند نقاط التفتيش، ثمّ نقلوا عقب ذلك إلى أماكن احتجاز مجهولة. ولم تتخذ أسرهم أية إجراءات بعد اختفائهم، خشية من الانتقام من المعتقلين أو من أفراد أسرهم أنفسهم.
اختطاف ثلاثة رجال من عائلة العكلة على أيدي الاستخبارات العسكرية بين عامي 2012 و 2014
اعتقل الشاب أيهم العكلة، 29 عاما، في 23 شباط\فبراير 2012، عند 9 صباحاً من منزل خالته في قرية حيالين بمحافظة حماة خلال عملية "دبيب النمل" التي نفّذتها قوة استخبارات عسكرية بالزي المدني والعسكري. جرى اعتقال أيهم بطريقة وحشية إذ تعرض للضرب أرضاً قبل أن يتم نقله إلى مكان مجهول.
وبطريقة مماثلة، أُلقي القبض لاحقا على اثنين من أقاربه، علاء وسعد العكلة، دون أمر قضائي من منزليهما في قرية كفر الطون بمحافظة حماة. ففي 22 آب\أغسطس 2013، وبينما كان علاء، 31 عاما، نائماً على سطح منزله، استيقظ عند الرابعة فجراًعلى أصوات غريبة ليجد أفراداً من شعبة المخابرات العسكرية اقتحموا منزله لاعتقاله وقد أمعنوا فيه ضرباً بأسلحتهم قبل ان ينقلوه إلى جهة مجهولة. ثم بعد حوالي الخمسة أشهر، في 2 شباط\فبراير 2014، جاء دور سعد العكلة، وهو مزارع في 48 من عمره، ليعتقل هو أيضاً من منزله عند الثانية فجراً على أيدي أفراد من المخابرات العسكرية اقتحموا منزله وأوسعوه ضرباً بأعقاب بنادقهم قبل زجّه عارياً في صندوق سيارتهم. شوهد كل من علاء وسعد آخر مرة في فرع الأمن العسكري في مدينة حماة بعد إلقاء القبض عليهما، ومايزالان مجهولي المصير منذ ذلك الحين.
اختفاء رجل عقب اعتقاله عند نقطة تفتيش
تواصل الكرامة توثيق حالات الاختفاء القسري التي تلي الاعتقال على الحواجز العسكرية. مثل حالة مدين الجاسم، النجار البالغ من العمر 28 عاماً. ففي 15 حزيران\يونيو 2013، كان الجاسم في سيارة أجرة في طريقه إلى حماة عندما أوقف عند نقطة تفتيش "الاستقامة" عند مدخل حماة على أيدي أفراد من المخابرات العسكرية بلباس مدني، ألقوا القبض عليه على الفور دون إبراز أمر قضائي بذلك. شوهد الجاسم آخر مرّة في مطار حماة العسكري يوم اعتقاله من قبل أحد المعتقلين. وكالعادة لم تتخذ عائلته أي إجراء عقب اختفائه، خوفاً من الانتقام منه أو من أحد أفراد أسرته التي لا تزال حتى الآن تجهل أي معلومات عنه.
اختفاء مزارع منذ اعتقاله من منزله
كان المزارع حسن الشيخ، 32 عاماً، في منزله في بلدة كفرالطون عندما داهم أفراد من الاستخبارات العسكرية بلباس مدني وعسكري، منزله في 13 تموز\يوليو 2013 عند الثانية عصراً، بالتزامن مع مداهمة لمنزل والديه أيضاً. اعتقلت الفرقة المداهمة حسنا دون إبراز مذكرة اعتقال، وصادرت سيارته. وكانت المرة الأخيرة التي شوهد فيها حسن، في فرع الاستخبارات العسكرية في مدينة حماة.
على ضوء الحالات السابقة الذكر، والتي لا تمثل سوى نماذج من آلاف حالات الاختفاء التي تحدث بوتيرة يومية في سوريا، أعربت الكرامة عن بالغ قلقها إزاء مصير أولائك المعتقلين والانتهاكات الجسيمة لحقوقهم الأساسية وخاطبت الفريق العامل المعني بمسألة الاختفاء القسري أو غير الطوعي، والتمست منه التدخل لدى السلطات السورية لإفادة أقارب المختطفين الخمسة عن مصير ذويهم وإبلاغهم عن مكان اعتقالهم والإفراج عنهم على وجه السرعة أو وضعهم على الأقل تحت حماية القانون المباشرة.
لمزيد من المعلومات
الرجاء الاتصال بالفريق الإعلامي عبر البريد الإلكتروني
media@alkarama.org
أو مباشرة على الرقم
08 10 734 22 0041