تعرب الكرامة عن بالغ قلقها إزاء استمرار قوات الأمن السورية استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين في سورية، وقد علمت بأن الجيش السوري قام بمحاصرة مدينة بانياس الساحلية، الواقعة شمال غرب سوريا. وتأتي عملية الحصار هذه في أعقاب تكثيف تدخل القوات السورية ردا على الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ أيام، والتي خلفت العديد من القتلى في جميع أنحاء سورية.
وكانت قوات الجيش قد طوقت مدينة بانياس في ليلة الأحد، 10 نيسان/ أبريل 2011، عبر انتشار الدبابات في أرجاء المدينة، مع منع المصابين من الوصول إلى المصالح الطبية للمعالجة فضلا عن قطع سبل الاتصالات. وقد استهدِفت بانياس بسبب الاحتجاجات السلمية الهائلة التي شهدتها البلدة خلال الأسابيع القليلة الماضية. ومن غير المعروف كيف ستتطور هذه الحالة، غير أننا نخشى تكرار ما حدث في مجزرة حماة عام 1982، التي يعتقد أنه قد لقي ما بين 10000 إلى 30000 شخص مصرعهم على يد نظام حافظ الأسد.
قد أكدت الكرامة وقوع 49 حالة وفاة أخرى نتيجة استخدام السلطات السورية قوة مميتة ضد المتظاهرين، ليصل بذلك المجموع إلى 134 حالة إعدام مؤكدة بدون محاكمة. وقدمت الكرامة قضايا قتل مختلفة ارتكبتها السلطات السورية، إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي في الفترة بين 20 آذار/ مارس و 5 نيسان/ أبريل 2011.
وللتذكير فقد انطلقت موجة الاحتجاجات في سوريا يوم 15 آذار/ مارس 2011 ويستمر المتظاهرون في المطالبة بإلغاء قانون الطوارئ والاحتجاج ضد الفساد المستشري على نطاق واسع، وردا على ذلك لجأ عناصر أمن الدولة والقوات العسكرية، إلى استخدام الذخيرة الحية، في محاولة منها لتفريق المتظاهرين وقمعهم.