تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
بينما ُتظهِر وسائل الإعلام مدن سوريا وهي تكابد أهوال حرب أهلية، تواصل الأجهزة الأمنية السورية والميليشيات التابعة لها ممارسة الاعتقال التعسفي وما يتبعه من حالات اختفاء قسري للمدنيين، بحيث تجسد قضية السيدة فاطمة خالد سعد مثالا مثيرا للقلق عن هذه الحالة. وقد ألقي القبض على السيدة فاطمة سعد التي تعمل ممرضة وتبلغ من العمر 24، والمنحدرة من مدينة اللاذقية الساحلية في الشمال الغربي من سوريا، في 28 حزيران/ يونيو 2012، ورغم ذلك لم تعترف السلطات السورية إلى يومنا هذا بأنها تعتقلها، كما أنها لم تسمح لأهلها من الاتصال بها.

في ظهيرة يوم 28 حزيران 2012، قدِم ثمانية أفراد من مديرية المخابرات العامة (أمن الدولة) إلى منزل عائلة السيدة سعد فألقوا عليها القبض رفقة والدها وشقيقها. وبينما أطلق سراح الوالد والشقيق في وقت لاحق، بعد ساعات طويلة من التحقيق، لم يظهر أي أثر للسيدة سعد منذ ذلك الحين.

وقد علمت الكرامة من مصادرها أن السيدة سعد احتجزت في أول الأمر من قبل عناصر الأمن الذين نفذوا عملية الاعتقال، ثم نُقِلت عقب ذلك إلى المقر الإقليمي للأمن السياسي، حيث تعرضت لتعذيب جسيم، وقد سببت لها هذه المعاملة القاسية تدهورا خطيرا وسريعا في حالتها الصحية، إلى درجة استدعى الأمر نقلها إلى المستشفى العسكري في حي القلعة في اللاذقية، قبل أن يتم وضعها، على ما يبدو، في مركز الاحتجاز التابع للمخابرات العامة في 17 تموز عام 2012.

ونظرا للعدد الذي لا يحصى من التقارير التي تتحدث عن حالات الوفاة أثناء الحجز، والتي تحدث غالبا نتيجة للتعذيب، وبالإضافة إلى الحالة الصحية المزرية التي تبدوا فيها السيدة سعد، تعرب الكرامة عن بالغ قلقها على حياتها. ولذلك فإننا ندعو السلطات السورية إلى الإفراج فورا عن السيدة سعد كما ندعوها بأن تضمن لها رعاية طبية مناسبة، وفي هذا الصدد قامت الكرامة اليوم بإبلاغ الإجراءات الخاصة ذات الصلة، التابعة للأمم المتحدة، عن وضع السيدة سعد.