تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
منذ بداية الاحتجاجات في سوريا، تعرض، ولا يزال، آلاف الأشخاص لعمليات احتجاز تعسفي واختفاء قسري وانتهاكات لحقوق الإنسان، على يدي السلطات المعنية في جو من الإفلات التام من العقاب، وقد استهدفت قوات الأمن على وجه الخصوص نشطاء حقوق الإنسان.

وكان السادة بشار ومحمد وغسان الصهيوني الذين ألقي عليهم القبض في 12 أيار/ مايو 2011 قد اضطلعوا بدور هام في التظاهرات السلمية التي شهدتها سوريا منذ شهر آذار/مارس الماضي، كونهم تحملوا مسؤولية تنسيق الاحتجاجات على المستوى المحلي.

وقد ألقي القبض عليهم جميعا في منازلهم في بانياس على يد عناصر من المخابرات العسكرية، كان بعضهم يرتدي ملابس مدنية، بينما كان البعض الآخر بالزي الرسمي، فتم اقتيادهم فور ذلك إلى وجهة مجهولة، حيث انقطعت جميع أخبارهم منذ ذلك الحين. ولم تتمكن عائلتهم من الحصول على أية معلومات عنهم منذ اعتقالهم بسبب رفض السلطات تقديم أي معلومات عن حالتهم أو مكان وجودهم. وبناء عليه، تشعر الكرامة ببالغ القلق على سلامتهم البدنية والعقلية، نظرا لاحتمال تعرضهم لخطر التعذيب وسوء المعاملة أثناء فترة اختفائهم القسري.

من الواضح أن سبب القبض على كل من السادة بشار ومحمد وغسان الصهيوني، يعود لمشاركتهم وتنظيمهم المظاهرات السلمية، كما أننا نعتقد أن عملية القبض عليهم تشكل محاولة من جانب السلطات لمنعهم من التعبير عن آرائهم.

ولذا، تشعر الكرامة ببالغ القلق إزاء عمليات القمع التي تمارسها السلطات السورية بحق المتظاهرين المسالمين لمجرد ممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير، وتخشى من أن تشكل هذه الاعتقالات جزءا من سياسة تهدف إلى إلغاء كافة مصادر المعارضة في البلاد، وإننا ندعو الحكومة السورية إلى معالجة هذا الوضع عن طريق الإفراج فورا عن السادة بشار ومحمد وغسان الصهيوني، وضمان احترام حقهم في حرية التعبير والرأي.