تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
ألقي القبض على السيد عمار السطوف، وهو مواطن سوري، يعمل ممرضا، وتفيد بعض المصادر أنه من المرجح أن عملية التوقيف هذه نفذها عناصر من قوات الأمن السورية المتمركزة في بيروت في عام 1993، لتختفي آثاره كليا منذ ذلك الوقت.

وبناء عليه قدمت الكرامة شكوى في 9 حزيران/ يونيو 2009 إلى فريق العمل المعني بحالات الاختفاء القسري وناشدته للتدخل لدى السلطات السورية لحملها على كشف مصير السيد السطوف إلى عائلته، بعد اختفاءه القسري لمدة 16 عاما.

والسيد عمار السطوف، من مواليد عام 1975، قد أنهى تربصه في مجال التمريض في حماه، سوريا، وكان حينذاك يقيم في لبنان حيث كان يتابع دورة تكوينية أخرى، ويعمل في الوقت نفسه في مجال البناء، ومقيما في مقر عمله في بيروت.

في يوم 14 تشرين الأول/ أكتوبر 1993، بينما كان يوجد داخل غرفته، قام عناصر من قوات الأمن، عُلِم لاحقا أنهم من مصالح الاستخبارات السورية، بمداهمة البيت ثم اختطفوه، ولم يظهر أي خبر عنه منذ ذلك الحين.

ولم تذخر أسرته وأصدقائه جهدا بحثا عنه وقاموا بجميع المساعي الممكنة لتحديد مكان وجوده، واتصلوا بالسلطات السورية واللبنانية، من دون جدوى. وكل مساعيهم لدى أجهزة الاستخبارات والشرطة اللبنانية وكذلك على مستوى مقر مصالح المخابرات السورية في عنجر، باءت بالفشل.

وقد اتصل والد عمار السطوف، قبل نحو عام ونصف العام، باللجنة الوطنية للمفقودين السوريين في لبنان، التي يقع مقرها في عنجر، غير أن أعضاء هذه المؤسسة الرسمية بدوا وكأنهم غير مهتمين بهذه المسألة، ومع ذلك وعدوا بالاتصال به. ومنذ ذلك الحين، لم يتصل أحد منهم بالسيد السطوف الذي كان أمدهم بكل المعلومات التي كانت بحوزته، والمتعلقة بابنه.

ونشير في هذا الصدد إلى أن الدولة السورية قد صدقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 21 نيسان / أبريل 1969، واتفاقية مناهضة التعذيب في 19 آب / أغسطس 2004. وسوف تنظر لجنة مناهضة التعذيب في التقرير السوري، وذلك في دورتها الـ 44، التي ستعقد في الفترة من 26 نيسان / ابريل إلى 14 مايو 2010.