19 أبريل 2010
خرج أهالي ضحايا مذبحة أبو سليم يوم 17 أبريل 2010 وذلك كعادتهم كل يوم سبت، ، في مسيرة سلمية في اتجاه محكمة بنغازي لمطالبة الحكومة الليبية بالكشف عن حقائق وملابسات المذبحة وتقديم المسئولين للقضاء، إلا أن السلطات الليبية لم تستسغ ذلك ، فلجأت إلى تنظيم مسيرة مضادة لجمعية رابطة "كي لا ننسى" أو أهالي شهداء الواجب" التابعة للحكومة.
وحاول أهالي الضحايا تغيير وجهتهم تفاديا منهم لأي صدام مع "أهالي شهداء الواجب"، غير أن هؤلاء لاحقوهم ثم هاجموهم بقيادة مفتاح عقيلة البدري ، أمين رابطة كي لا ننسى، الذي سقطت منه بطاقته المهنية، والذي كان مسلحا بساطور ضخم يضرب به يمينا وشمالا وكأنه في معركة، مثيرا الخوف والرعب في قلوب المتظاهرين خاصة الشيوخ والأطفال منهم، مستهدفا منسق أهالي ضحايا المذبحة الأستاذ/ فتحي تربل المحامي. وقد تمكن بالفعل من إصابته في رأسه نقل على إثرها إلى مستشفى الجلاء ليتلقى العلاج. ورغم الجرح الغائر وآثار الدم الذي لطخ قميصه والألم الذي كان واضحا على وجهه، أبى إلا أن يلحق بالأهالي ويستمر في مسيرته السلمية معهم.
ثم توجه بعد ذلك إلى مركز شرطة المدينة برفقة مجموعة من الأهالي لتقديم شكوى، فاكتشف أن المعتدي عميل السلطات مفتاح البدري سبقه إلى ذلك بتقديم شكوى . وتؤكد المصادر المتابعة للحدث بان ما قام به البدرى كان معداً له مسبقا وبالتنسيق مع جهات أمنية عليا في الدولة اللبيبة وذلك بغرض دفع "أمين العدل" لإصدار قرار بمنع المظاهرات بحجة المحافظة على الأمن العام وسلامة، كما تؤكد ذات المصادر أن أهالي الضحايا يعتزمون الاستمرار فى مواصلة التظاهر رغم كل ما حدث ورغم تجاهل الدولة، والتي تسعى لاحتواء هذا الملف والالتفاف عليه،لهم ولمطالبهم.
وتنوه منظمة الكرامة بجرأة السيد/ فتحي تربل المحامي وشجاعته وتحي دوره النضالي الدؤوب وثباته و فى الدفاع عن حقوق أهالي ضحايا مذبحة سجن أبو سليم وحقوق الإنسان فى ليبيا. وتناشد منظمة الكرامة السلطات الليبية بفتح تحقيق في هذا الاعتداء ومتابعة مفتاح عقيلة البدري وكل المتورطين معه، مشيرة في ذات الآن أنها سوف ترفع هذه القضية إلى الآليات المعنية بالأمم المتحدة.