سوريا: 58 قتيلا في الاحتجاجات الأخيرة

تعرب الكرامة عن قلقها العميق إزاء استخدام السلطات السورية القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين خلال المظاهرات التي تشهدها مختلف المناطق السورية. وقد تأكد وفاة 58 شخصا خلال الاحتجاجات الأخيرة، في الوقت الذي يواصل فيه السوريون التظاهر ضد الفساد الحكومي ويطالبون بإصلاحات سياسية وقانونية، ولاسيما إلغاء قانون الطوارئ.

وتجدر الإشارة أن الاحتجاجات في سوريا انطلقت يوم 15 آذار/مارس 2011، في سياق موجة المظاهرات المنادية بالديمقراطية التي تشهدها بلدان منطقة الشرق الأوسط. وفي مواجهة ذلك قامت السلطات السورية، إلى جانب جهاز أمن الدولة والقوات العسكرية، باستخدام القوة المفرطة على نحو منهجي، بما في ذلك الذخيرة الحية في محاولة منها تخويف المتظاهرين وتفريقهم، وقمعهم في نهاية المطاف.

وبناء عليه قدمت الكرامة إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة والإعدام التعسفي، حالات 58 شخصا قتلوا في عدة مدن سورية خلال الاحتجاجات الأخيرة، كما قدمت الكرامة مؤخرا ست حالات قتل وقعت في مدينة درعا إلى المقرر الخاص، منها على وجه الخصوص قضية صبي عمره 14 عاما. ومع أن حالات القتلى الـ 58 قد وقعت خلال الاحتجاجات التي جرت منذ 18 آذار/ مارس 2011، إلا أن ثمة مخاوف حقيقية، من أن استمرار القمع المنهجي من قبل السلطات السورية، في مواجهة الاحتجاجات، لا محالة سيؤدي إلى المزيد من الوفيات.

كما أكدت مصادر وقوع العديد من الاعتقالات، حيث استهدفت حملات القمع التي ترعاها وتمولها الحكومة العديد من المناطق عبر سوريا، علما أن طلب المتظاهرين كان يتمحور حول ضرورة تحسين فعلي في وضع حقوق الإنسان في سوريا، وخاصة الإفراج عن السجناء السياسيين، وتحقيق العدالة للمعتقلين تعسفيا.

وقد أصبح من الصعب على نحو متزايد، بالنسبة لوسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية، تغطية وقائع الاحتجاجات بسبب التدابير القمعية العنيفة المتخذة من قبل السلطات السورية. وتساور الكرامة مخاوف جمة من أن ارتكاب السلطات أعمال القتل هذه، يمر دون عقاب يذكر، خاصة وأن ثمة أدلة، عبارة عن مقتطفات فيديو صورها شهود عيان، كشفت أن السلطات السورية قد تكون متورطة مباشرة في عمليات القتل.

ويبين شريط الفيديو المعروض أدناه، شقيق بشار الأسد، واقفا إلى جانب أفراد من العسكر، وتحيط بهم ما يبدو أنها جثث الموتى:

     



وفي هذا الصدد التمست الكرامة من المقرر الخاص المعني بعمليات القتل الموجز والإعدام التعسفي، التدخل لدى السلطات السورية، من اجل مطالبتها بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان واتخاذ الخطوات اللازمة لمنع مزيد من عمليات القتل في صفوف المتظاهرين المسالمين.

ولذلك تدعو الكرامة الحكومة السورية وقوات الأمن إلى ممارسة ضبط النفس فيما يخص الاحتجاجات، واحترام التزاماتها الدولية والوطنية، بما في ذلك الحق المطلق في الحياة وحرية الرأي والتعبير.
وفيما يلي قائمة بأسماء أولئك الذين قُتلوا خلال الاحتجاجات الأخيرة منذ 18 آذار/ مارس 2011: