تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
abderrahmankoki
أفرجت السلطات السورية مساء الثلاثاء 16 فبراير 2010 عن الشيخ عبدالرحمن كوكي بموجب قرار عفو خاص أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، غير أن إطلاق السيد كوكي، جاء في أعقاب سلسلة من الانتهاكات طالته بدءاً باعتقاله سراً بمعزل عن العالم الخارجي، وانتهاءً بالحكم عليه بعقوبة قاسية، وذلك على خلفية استخدامه حقه في التعبير عن آرائه علناً خلال برنامج تلفزيوني على قناة "الجزيرة" أواخر أكتوبر الماضي.

وألقي القبض على الشيخ كوكي في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2009 من قبل مصالح الأمن السياسي، أحد فروع جهاز المخابرات السورية، إثر عودته من قطر بعد مشاركته في برنامج "الاتجاه المعاكس" بتأريخ 20/10/2009 على قناة "الجزيرة" الفضائية.

وقد ظل السيد كوكي رهن الاعتقال السري لمدة تزيد على الشهر، لم يتمكن خلالها من الاتصال بمحام أو بعائلته، وبناءً عليه، وجهت، بشأنه الكرامة، في 2 ديسمبر 2009، نداءا عاجلا إلى مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالتعذيب والمقرر الخاص حول حرية الرأي والتعبير، كما راسلت في 13 يناير 2010، فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي، التمست منه التدخل في قضية السيد كوكي.

وفي أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2009، نقل السيد كوكي إلى سجن عدرا المركزي في دمشق، لكنه لم يُعْرَض أمام المحكمة الجنائية في دمشق إلا في أوائل عام 2010، حيث أبدت حينها الكرامة خشيتها من خطر تعرّضه لحكم بعقوبة سجن ثقيلة "قاسية" خلال تلك المحاكمة، وهو ما حدث بالفعل، إذ أصدرت محكمة الجنايات الأولى في العاصمة السورية دمشق، الأربعاء 10/2/2010 حكماً ضد السيد كوكي قضى بعقوبة السجن لمدة سنة بعد التخفيف، قابلاً للطعن.

وكانت الكرامة عبرت عن أسفها للحكم الصادر في حق السيد كوكي، كما طالبت السلطات السورية الاستجابة بصورة عاجلة لمطالب نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان بالإفراج الفوري عنه، وإغلاق ملف قضيته ، كما أن إجراءات المحاكمة التي أُجبر عليها جاءت بناءً على مواقفه الدينية والسياسية، الأمر الذي يعد انتهاكاً يمسّ جوهر النصوص ذات الصلة بالحق في التعبير طبقاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي صادقت عليه سوريا.