يقصد "بالتعذيب " أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم عقليا، يلحق عمداً بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث، أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أيا كان نوعه، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية. ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبة أو الذي يكون نتيجة عرضية لها. اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
في عام 2010، وفقاً لدراسة حديثة في جميع أنحاء العالم، كان لا يزال يُمارس التعذيب في أكثر من نصف بلدان الكوكب. وللأسف لبنان هو أيضاً جزء من هذا النصف الذي لا يزال يلجأ إلى هذه الممارسة.
الحقيقة في لبنان، الإحصاءات الأخيرة أظهرت أن 60% من الأشخاص الذين تعرضوا الى تحقيق أو توقيف بين عامي 2009 و2010 شكوا من تعرضهم للتعذيب.
ولكن، إن التعذيب ليس له رادع ( لا يقلل من الإجرام في البلدان التي يمارس فيها ذلك)، ويعرقل سير أعمال القضاء، فالمشتبه بهم يُجبرون تحت التعذيب على توقيع إعترافات مُعدة سلفاً.
إنَ ضحايا التعذيب يبقون تحت الصدمة من تجربتهم المؤلمة لبقية حياتهم، وهذا لا يؤثر فقط على إعادة إدماجهم اجتماعياً ولكنه يُهدد أيضاً ثقة المواطنين في أجهزة الأمن والقضاء.
إنَ لبنان مرتبط بالتزامات دولية لحظر التعذيب وسوء المعاملة مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب، وهذه الأخيرة صادق عليها لبنان في عام 2000. وللأسف، فإن التشريع اللبناني يقصّر في تعريف وتجريم هذه الممارسات.
في 22 كانون الأول 2008، صدّق لبنان على البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب (OPCAT)، لكنه لم يمتثل بعد بالحكم الذي يدعو الى إنشاء آلية وقائية وطنية (NPM) لزيارة ومراقبة أماكن الاحتجاز.
بمناسبة اليوم الدولي لمُساندة ضحايا التعذيب، إن منظمتنا تريد أن تستنكر هذه الممارسة المتكررة للتعذيب في لبنان، وأن تطلب من الدولة اللبنانية أن تتخذ التدابير المناسبة لمنع ذلك وأن تعبّر عن تضامنها مع الضحايا.
الموقعون :
· - CLDHالمركز اللبناني لحقوق الإنسان
· - ALEFالجمعية اللبنانية للتعليم والتدريب
· الكرامة لحقوق الإنسان