Aller au contenu principal
sami_pubconf_mother.jpg قام سامي الحاج، الصحفي في قناة الجزيرة، بزيارة إلى جنيف ابتداء من 24 يونيو / حزيران 2008  استجابة لدعوة من مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان، وذلك في أول رحلة له إلى الخارج منذ الإفراج عنه من معسكر غوانتانامو في فاتح أيار/ مايو الماضي. ورافق  السيد سامي الحاج في زيارته هذه المدير التنفيذي لمنظمة العون المدني العالمي ، السيد حسن المُجمر.

وللتذكير، فإن السيد الحاج، صحفي سوداني يعمل في قناة الجزيرة الفضائية، وتم القبض عليه أثناء قيامه بعمله، على الحدود الباكستانية في كانون الأول / ديسمبر 2001، وبقي معتقلا بصفته "عدو مقاتل" في معسكر خليج غوانتانامو في الفترة الممتدة من كانون الأول / ديسمبر 2001 إلى أيار / مايو 2008، كما تجدر الإشارة إلى أنه يعتبر الصحافي الوحيد الذي تعرض للاعتقال في هذا المعسكر ذي السمعة السيئة.

وفي إطار برنامجها للدفاع عن معتقلي غوانتانامو، كانت الكرامة قد رفعت قضيته إلى آليات الأمم المتحدة المعنية بحماية حقوق الإنسان، وذلك لحثِّها على الاعتراف بالطَّابع التَّعسُّفي لاحتجازه.

وتتزامن زيارة السيد سامي الحاج إلى جنيف مع الاحتفال بيوم الأمم المتحدة لمسانده ضحايا التعذيب، الذي يقام في 26 حزيران / يونيو ، من كل سنة، كما تأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من قرار المحكمة العليا للولايات المتَّحدة الأمريكيَّة التي أقرت في حكمها الصَّادر مُؤَخَّرًا في 12 حزيران / يونيو 2008، بحقِّ معتقلي غوانتانامو في الطَّعْنِ في شرعيَّة اعتقالهم أمام المحاكم الأمريكيَّة تطبيقا لحقِّ المثولِ أمام القضاء. وتعليقا على هذا القرار التَّاريخي ذكَر القاضي أنطوني كنيدي: "  أنَّ "القَوَانِينَ والدُّسْتُورَ يَتِمُّ اِعْتِمَادُهَا وَتَصْمِيمُهَا لِتَدُومَ ولِتَبٍقَى سَارِيَةَ المَفْعُولِ فِي الأَوْقَاتِ الِاسْتِثْنَائِيَّة".

 أهداف زيارة سامي الحاج

قام السيد الحاج بزيارته إلى جنيف بهدف التحدث إلى مختلف المنظمات والشخصيات عن تجربته بصفته أحد معتقلي  معسكر غوانتانامو، كما أكد السيد الحاج انه يعتزم، بصورة أساسية، مناقشة هذه التجارب التي مرّ بها، بصفته مدافعا عن حقوق الإنسان، وليس باعتباره ضحية فقط، وأعرب عن رغبته في القيام بجملة أمور، منها على وجه التحديد :

  • تقديم شهادته عن الظروف السائدة في مركز الاعتقال بغوانتانامو؛
  • توعية الرأي العام بالحالة التي يواجهها سجناء قاعدة غوانتانامو بخصوص ما يتعرضون له من حرمان لحقوقهم و حرياتهم الأساسية؛
  • التذكير بضرورة احترام القانون والحريات الأساسية وإدانة الانحرافات المرتكبة في إطار "الحرب ضد الإرهاب"؛
  • المطالبة بالإغلاق الفوري لمعسكر غوانتانامو والسجون السرية التي لا تزال تأوي بصورة غير مشروعة عشرات الآلاف من المعتقلين؛
  • المطالبة بتعويض مئات المعتقلين الذين حرموا من حقوقهم دون أي سند قانوني؛
  • النظر في القضايا الخطيرة المتعلقة بموضوع اللجوء وعودة الأشخاص الذين لا يزالون رهن الاعتقال إلى أوطانهم؛
  • إعادة التأكيد على ضرورة احترام حقوق الإنسان في جميع الظروف.

لقاءات وأنشطة

كان برنامج سامي الحاج مكثفا خلال الأسبوع الذي قضاه في جنيف. وقد سمحت له الأيام المليئة بالنشطات التي قضاها في جنيف بالاجتماع مع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة والمعنيين بحقوق الإنسان، والاجتماع أيضا مع المنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين الموجودين في جنيف. كما تضمن برنامجه العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام، وعقد مؤتمرا صحفيا يوم 26 حزيران / يونيو 2008 وتنظيم محاضرةً مفتوحةَ للعمومِ يوم الجمعة، 28 حزيران / يونيو 2008 (انظر التفاصيل أدناه).

وطوال الأسبوع، قدم سامي الحاج شهادته حول السنوات الطويلة من الاعتقال التعسفي والتعذيب التي تعرض لهما في القاعدة العسكرية الأمريكية أين تم اعتقاله بدون تهمة وفي غياب أي إجراءات قانونية لما يقرب من سبع سنوات. وقد اضطر مرارا واحتجاجا على ظروف اعتقاله وغياب أية متابعة قضائية، إلى خوض إضراب عن الطعام. كما أنه أجاب على العديد من الأسئلة حول الأوضاع في السجون والإجراءات المفروضة على معتقلي قاعدة غوانتانامو، وتم أيضا التطرق مع محاوريه إلى الآفاق المستقبلية، خاصة ما يتعلق منها بالإفراج عن جميع المعتقلين وتعويضهم عما لحق بهم من ظلم.

وتحدث سامي أيضا عن مشروعه المستقبلي بعد تعيينه مسؤولا عن مكتب حقوق الإنسان الذي أنشأته  مؤخرا  قناة الجزيرة.

الاجتماعات مع المنظمات غير الحكومية وغيرها من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان

  • منظمة العفو الدولي ( الأمانة الدولية)؛
  • هيومن ريتس ووتش (مرصد حقوق الإنسان - الولايات المتحدة)؛
  • جمعية الوقاية من التعذيب (APT)؛
  • المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (WOAT) ؛
  • اللجنة الدولية للحقوقيين (ICJ) ؛
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)  (بما في ذلك أعضاء منها قاموا بزيارة سامي في معسكر خليج غوانتانامو)؛
  • "سجناء الأقفاص" (CagePrisoners).

اجتماعات مع مسؤولين من الأمم المتحدة

  • المفوضية السامية للاجئين- لمناقشة القضايا الخاصة بحماية للمعتقلين ومنهم من لا يستطيع حتى العودة بسلام إلى بلده الأصلي؛
  • المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في إطار مكافحة الإرهاب؛
  • المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير؛
  • رئيس فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي وأعضاء الفريق؛
  • ممثلو المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة المعنيين بقضايا التعذيب، وحرية التدين، واستقلالية القضاة والمحامين؛
  • منسق وحدة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة؛
  • ممثل وحدة "دولة القانون والديمقراطية ومكافحة الإرهاب" لدى المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

الندوة الصحفية

كما عقِد مؤتمر صحفي بعد ظهر يوم الخميس، 26 حزيران / يونيو 2008 في النادي السويسري للصحافة. وتحدث خلاله سامي عن تجربته ورد على الأسئلة الموجهة إليه من طرف العديد من الصحفيين الحاضرين. وفي نفس التدوة ألقى كلمة حول نفس الموضوع كل من الأستاذ رشيد مسلي باسم الكرامة، والسيدة  فيولات داغر من اللجنة العربية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى السيد حسن المجمر عن منظمة العون المدني العالمي.

المحاضرة العامة

وتم أيضا تنظيم مساء يوم الجمعة، 27 حزيران / يونيو 2008 محاضرة مفتوحة للجمهور في مركز المؤتمرات الدولي في جنيف. ترأس المحاضرة الدكتور عباس عروة من منظمة الكرامة، وحضرها إلى جنب سامي الحاج في المنصة الشخصيات التالية:

حسن المجمر (منظمة العون المدني العالمي) ؛ جوليت دو ريفرو  (هيومن ريتس ووتش - مرصد حقوق الإنسان)؛ بيتر سبلنتر (منظمة العفو الدولي )؛ - منظمة ربريف ( تم قراءه تصريح من كليف ستافورد سميث، محامي سامي الحاج في الولايات المتحدة)؛ عدنان صديقي ( سجناء الأقفاص)؛ فيولات داغر  (اللجنة العربية لحقوق الإنسان)؛ رشيد مصلي ( الكرامة لحقوق الإنسان)؛ دبوراه منينغ ( الكرامة لحقوق الإنسان).

وقد تابع الاجتماع جمع غفير، مع الإشارة أن هذا الاجتماع شمل حصة أسئلة وأجوبة، بين الجمهور والخطباء.

وكان هذا الأسبوع الحافل بالنشاطات بالنسبة للسيد سامي الحاج بمثابة خطوة أولى هامة في مساره الذي التزم به للعمل الحثيث لصالح من تبقى من المعتقلين في قاعدة خليج غوانتانامو وآلاف المحتجزين الآخرين في السجون السرية والذين ينبغي الإفراج عنهم أو على أقل تقدير توجيه إليهم التهم ومحاكمتهم بصورة عادله.

وجدد سامي عزمه على العمل من أجل حقوق الإنسان، معربا عن استعداده لدعم عمل الأمم المتحدة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم أعمال جميع المنظمات غير الحكومية والأفراد الذين ينشطون لتحقيق الأهداف نفسها. ومن المؤكد أن منصبه الجديد كرئيس لمكتب حقوق الإنسان الذي أنشأته قناة الجزيرة، سوف يوفر له فرصة جيدة للقيام بذلك.