Aller au contenu principal

تحديث: 26 أغسطس 2013
اعقلت السلطات السعودية من جديد في 14 أغسطس 2013 السيد محمد البجادي بعد ستة أيام من الإفراج عنه. وجاء الاعتقال بعدما استدعته إدارة سجن الحائر لتوقيع أوراق، وفور دخوله لمبنى السجن تم القبض عليه من قبل أمن السجن.

أفرج صباح يوم الثلاثاء 6 أغسطس عن السيد محمد البجادي، بعد اعتقال دام سنتين ونصف تقريبا. ويعتبر البجادي أحد المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان، وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية الحقوق المدنية والسياسية بالمملكة العربية السعودية المعروفة اختصارا بحسم،

وهي منظمة غير حكومية تطالب بوضع دستور وإجراء إصلاحات سياسية ومدنية ، اعتقلت السلطات السعودية جل أعضائها وعلى رأسهم السيد سليمان الرشودي ومحمد القحطاني وعبد الله الحامد وعبد الكريم الخضر و عمر محمد السعيد وصالح عشوان العشوان وأصدرت في حقهم أحكاما بالسجن بعد محاكمات تفتقر إلى أدنى معايير المحاكمات العادلة، و لازالت تطارد وتضطهد الباقين وتحقق معهم.

وللتذكير فقد ألقت المباحث القبض على السيد البجادي في 21 مارس 2011 في منزله في بلدة بريدة، بمحافظة القصيم الواقعة على بعد حوالي 300 كلم شمال الرياض ، حيث يقيم مع زوجته وابنته الصغيرة. و طوّقت عناصر من القوات الخاصة التابعة لمديرية التحقيقات العامة في البريدة، بيته بعد إغلاق كل المنافذ والطرقات المحيطة به، واقتحمت هذه العناصر الأمنية البيت وألقت القبض عليه دون أن تظهر أي مذكرة توقيف أو إبلاغه عن أسباب ذلك وقيدت يداه ورجلاه، ثم اقتادته إلى مكتبه وقامت بتفتيشه وأرغمته على مرافقتهم وهو يجر الأغلال، بعد تفتيش بيته تفتيشا كاملا.

ولم تتلقى عائلته أي معلومات عن سبب ومكان اعتقاله طيلة الأشهر التي تلت القبض عليه، ولم تتح لها في واقع الأمر فرصة زيارته اللهم عدد محدود من المكالمات الهاتفية.
والأكيد أن السلطات تؤاخده على نشاطه الحقوقي ضمن جمعية حسم، وعلى مرافقته لأهالي المعتقلين أثناء زياراتهم حتى لقب "بناصر المعتقلين"، وأيضا بسبب التحقيقات التي أجراها عن ظروف الاعتقال وسوء معاملة السجناء، ولاسيما فضحه لوفيات المعتقلين اليمنيين.

وكان قد شارك مع 76 ناشطا حقوقيا وسياسيا سعوديا سنة 2009 في التوقيع على خطاب موجه الى خادم الحرمين الشريفين و 20 من كبار المسئولين في الدولة ينددون فيه بالمحاكمات السرية و يطالبون بإصلاح النظام القضاء والسياسي في البلاد.

وزُعِم أن السيد البجادي تم عرضه أمام المحكمة الجنائية الخاصة عدة مرات في مدينتي جدة والرياض، ، كانت آخرها، في 4 ديسمبر 2011، غير أن جلسات الاستماع هذه جرت كلها في سرية تامة بحيث لم يتمكن المعني حتى من توكيل محامي من اختياره للدفاع عنه، إذ رفض قبول محام معين أثناء جلسة يوم 4 ديسمبر 2011، ولدى عودته إلى سجن الحائر وضِع في الحبس الانفرادي كعقوبة له على "عدم التعاون" خلال جلسة الاستماع، وعلاوة على ذلك، منع مرة أخرى من الاتصال بعائلته لعدة أسابيع. وقد أُبلغت الكرامة، بأن السيد البجادي، كان قد أخبر عائلته في 19 من سبتمبر 2012 أنه سيخوض إضرابا عن الطعام ، تعبيرا عن احتجاجه على سوء معاملته، وعلى اعتقاله التعسفي ومحاكمته الجائرة، فيما دعا زملاؤه في جمعية حسم الناس في جميع أنحاء العالم بالصيام يومي 15 و 16 مارس، تضمنا معه.

وانقطعت أخباره واختفى منذ ذلك الحين في السجن. إلى أن اتصل بزوجته وأمه من جديد في 3 من يوليو 2013 وأفادهم أنه بخير. وأخبرهم أثناء الزيارة يوم الأحد 7 يوليو أنه قضى في الحبس الانفرادي سبعة أشهر معصوب العينين مكبل اليدين والقدمين وكانت تتم تغديته قسريا.

وتتابع الكرامة مع آليات الأمم المتحدة ملف البجادي وبقية أعضاء جمعية حسم، المعتقلين على خلفية عملهم الحقوقي، وخاصة فضحهم لظاهرة الاعتقال التعسفي وأيضا لمطالبتهم بإصلاحات سياسية.

وإذا تهنئ الكرامة أسرة البجادي بهذا الإفراج الذي يصادف عيد الفطر، فإنها تطالب السلطات السعودية بالكف عن الاعتقالات والإفراج عن جميع المعتقلين تعسفيا الذين غصت بهم السجون وتعويضهم على الضرر الذي لحقهم جراء ذلك.