تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

كان وليد عيسى، 27 عاما، من منطقة اليعربية في محافظة الحسكة، في طريق عودته من تركيا إلى منزله عبر مدينة الرقة، حينما مرّ عند النقطة 11، بالقرب من ملعب كرة القدم البلدي المعروف بـ"الملعب الأسود" حيث يوجد مقر مكاتب أمن ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية". هناك، أوقف رجال بزي أسود، عرفوا عن أنفسهم بأنهم ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، الطالب الجامعي وألقوا القبض عليه فوراً.

في أيار/مايو 2016، خاطبت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري لإبلاغه عن ثلاث حالات اختفاء قسري لمواطنين سوريين اعتقلهم جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لوزارة الدفاع في عدة مدن مختلفة. وتأمل الكرامة أن يسفر تدخل الفريق الأممي لدى السلطات السورية بالكشف عن أماكن تواجدهم.

أصدر فريق من خبراء الأمم المتحدة سنة 2013 تقريرا خلص فيه إلى أن حالات الاختفاء القسري في سوريا واسعة الانتشار ويجري استخدامها كتكتيك حرب. وعبّر الفريق عن قلقه إزاء تفشي اختفاء الأشخاص عند نقاط التفتيش، وسلّط الضوء على أنها وسيلة الحكومة لمعاقبة المشتبه في دعمهم للمعارضة، أو الجنود المشكوك في ولائهم لها.

في تموز/يوليه عام 2014 اختفى عمار تلاوي، ناشط سلمي وطالب دكتوراه في جامعة دمشق، من سجن عدرا حيث كان محتجزا. منعت إدارة السجن أقاربه من زيارته منذ تموز/يوليو 2014، ثم رحلته بعد ذلك إلى وجهة مجهولة، و تمتنع منذ ذلك الحين عن تقديم أية معلومات عن مصيره.

وثقت الكرامة في نيسان/أبريل عام 2016 حالتي اختفاء قسري وقعتا في سوريا سنتي 2012 و 2013. تخص الحالة الأولى رامي الجدي ،25 عاماً، الذي قبض عليه عناصر من الجيش السوري رفقة اثنين من أصدقائه في 23 يوليو/تموز 2012، دون إبداء للأسباب.

في نيسان/أبريل عام 2016، خاطبت الكرامة الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة بشأن اختفاء ثلاثة مواطنين سوريين. ويتعلق الأمر بكل من جمال قصاب ومحمد سليم الشارقة اللذين ألقي عليهما القبض من قبل الأجهزة الأمنية عام 2012 بسبب مشاركتهما في مظاهرة سلمية، إضافة إلى ناصر النعيمي الذي ألقي عليه القبض سنة 2014، واختفائهم جميعا منذ ذلك الحين.

جمال قصاب

قدمت الكرامة في 24 آذار/مارس 2016، تقريرها بشأن وضع حقوق الإنسان في سوريا، إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة استعداداً للاستعراض الدوري الشامل الثاني، وهي عملية تتمّ خلال مناقشة تفاعلية بين الدولة قيد الاستعراض والدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة، الذي سيعقد في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

ألقي القبض على الأخوين شامل النجار، 29 عاماً، وتامر، 31 عاما، أثناء حملة قامت بها قوات الجيش السوري فجر 14 أيار/مايو 2012، ومنذ ذلك الحين ترفض السلطات الاعتراف بالقبض عليهما أو الكشف عن مكان احتجازهما. رفعت الكرامة ومنظمة حماة حقوق الإنسان قضيتهما إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي بالأمم المتحدة آملتين أن تساعد هذه الآلية الأممية لحقوق الإنسان في الكشف عن مصير الأخوين.

تلقّت الكرامة خلال الأسابيع الماضية شهادات من أقرباء أربعة أشخاص اختفوا بعد القبض عليهم عند نقاط تفتيش مختلفة في سوريا، في الفترة ما بين تموز 2012 وأيار 2015. جرت عمليات التوقيف على يد أفراد من أجهزة الأمن أو الجيش دون إبراز أي مذكرات توقيف بحقهم أو إخبارهم عن الأسباب. مايزال هؤلاء الأشخاص مجهولي المصير منذ ذلك الوقت، ما دفع الكرامة إلى رفع قضيتهم إلى الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري أو غير الطوعي في الأمم المتحدة، آملة أن يساعد ذلك في الكشف عن مصيرهم ومكان تواجدهم.

في آذار/مارس 2015، اختفى الطالب عمار الحسن، البالغ من العمر 20 سنة، مباشرة بعد ترحيله من سجن المالكية، شمال شرق سوريا، إلى مكان مجهول.