تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في 11 مارس 2013، عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حوارا تفاعليا مع لجنة تقصي الحقائق بشأن سوريا، حيث قدمت اللجنة تقريرها، إلى جانب عرضها تحديثا شفهيا إلى المجلس. وفي هذا السياق أبرز السيد باولو سيرجيو بينيرو، رئيس اللجنة، الجوانب الأساسية للتقرير الذي تم نشرة يوم 18 فبراير 2013.

خلص آخر تقرير للجنة الأمم المتحدة، لتقصي الحقائق، الذي صدر في 5 فبراير 2013، إلى نتائج مفادها أن القوات السورية الحكومية والميليشيات التابعة لها، وكذلك جماعات المعارضة المسلحة، تتحمل المسؤولية على حد سواء ، عن جرائم الحرب التي ارتكبت طيلة عمر النزاع الناشب خلال السنتين الماضيتين.

أجرت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب استعراض الوضع السوري في شهر أيار/ مايو 2012، وذلك كجزء من عملية استعراض خاص، وهو أمر نادر الحدوث نسبيا بالنسبة لعمل لجنة الأمم المتحدة. وفي ختام الاستعراض، أصدرت اللجنة مجموعة من التوصيات، وطلبت من السلطات السورية بأن تمدها خلال الدورة القادمة للجنة، التي ستنعقد في أيار/ مايو، بمعلومات عن الكيفية التي نفذت بها هذه التوصيات.

يجب إتاحة دخول المراقبين المستقلين مراكز الاعتقال

تعرضت الطالبة السورية راما العساس البالغة من العمر 26 عاما، لعملية اختطاف في 27 آب/ أغسطس 2012 من منزلها فيدمشق، ومنذ ذلك الحين، لا يزال مكان وجودها مجهولا بسبب رفض السلطات السورية تقديم أي معلومات عن مصيرها، وبذلك، تعرب الكرامة عن بالغ قلقها بشأن سلامتها البدنية والعقلية، نظرا لاحتمال تعرضها الكبير للتعذيب وسوء معاملة، طالما استمر اختفاؤها القسري.

بينما ُتظهِر وسائل الإعلام مدن سوريا وهي تكابد أهوال حرب أهلية، تواصل الأجهزة الأمنية السورية والميليشيات التابعة لها ممارسة الاعتقال التعسفي وما يتبعه من حالات اختفاء قسري للمدنيين، بحيث تجسد قضية السيدة فاطمة خالد سعد مثالا مثيرا للقلق عن هذه الحالة.
أصيب علاء الدين الدوري، الناشط السوري في وسائل الإعلام الاجتماعية، بطلقات نارية قبل أن يلقى عليه القبض من قبل أفراد من الجيش، عند حاجز عسكري بالقرب من باب طاقة، القريب من قلعة المضيق في 14 نيسان/ أبريل 2012، ولم تتوصل عائلته بأي معلومات عن حالته الصحية أو مكان وجوده، طيلة اليومين التي أعقبت عملية القبض عليه، ثم علم أفراد الأسرة لاحقا أنه توفي تحت وطأة التعذيب، حيث تطلب منهم بذل جهود مضنية للحصول على جثته، مع الإشارة أن طلبهم بتسلمها قد رُفِض في أول الأمر.

وقد كان السيد الدوري رفقة أحد زملائه من النشطاء، قد عبرا في مساء 14 نيسان/ أبريل 2012، حاجزا عسكريا بالقرب من قرية باب طاقة،

في 6 أيار/ مايو 2012، ألقي القبض على المواطن السوري يوسف الغنتاوي، في منزله في مشاري القاع، لبنان، ثم نقل الضحية، البالغ من العمر 21 عاما إلى مركز احتجاز الأمن العام في منطقة العدلية، بيروت، مما يبرر مخاوفنا الموضوعية والمشروعة من احتمال تعرضه لطرد وشيك إلى سوريا، ويجعله معرضا لضروب التعذيب الجسيم.

وكان السيد الغنتاوي الذي غادر سوريا عبر الحدود إلى لبنان في بداية شهر أيار/ مايو عام 2012، قد ألقي عليه القبض من قبل عناصر من جهاز الاستخبارات العسكرية اللبنانية في منزله الجديد في 6 أيار/ مايو عام 2012، دون إبلاغ أقاربه أو أصدقائه عن مكان وجوده، غير أن هناك تقارير تفيد بأنه قد تم تسليم

في 1 حزيران/يونيو 2012، عقد مجلس حقوق الإنسان جلسة خاصة لمناقشة زيادة تدهور الوضع في سوريا. وقد انصب التركيز بشكل خاص على الأحداث التي وقعت في الحولة، شمال غرب مدينة حمص، والتي أسفرت، وفقا لتحقيقات أولية، عن مقتل ما لا يقل عن 108 شخصا، من بينهم 49 طفلا، يومي 25 و 26 أيار/ مايو 2012.

خلال هذه الدورة، اعتمد مجلس حقوق الإنسان قرارا، أدان فيه بأشد العبارات، المجزرة التي ارتكبت في سياق استمرار انتهاكات حقوق الإنسان.

في 1 حزيران/ يونيو 2012، نشرت لجنة مناهضة التعذيب الملاحظات الختامية لاستعراضها الخاص عن سوريا المنعقد قبل أسبوعين، في 16 أيار/ مايو 2012. وكانت اللجنة قد طلبت على وجه الخصوص "من الجمهورية العربية السورية بأن تقدم تقرير متابعة خاص إلى اللجنة" عن التدابير المتخذة لتنفيذ التوصيات الناتجة عن الاستعراض الخاص في موعد أقصاه 31 آب/ أغسطس 2012.